السيطرة على العقل

يعد العقل بمثابة المأوى للأفكار و المعتقدات التي تدور في ذهن المرء، لذا و حتى يتمكن الشخص من السيطرة على ما يستقر في ذهنه من أحداث مختلفة، فهو بحاجة لتعلم تقنيات السيطرة على عقله. و التي بدونها قد يمر بمواقف تجعله يشعر بالضيق و الضجر، الذي من شأنه أن يستولي على حياته و يجعلها تميل للكآبة.


هند عندها 3 سنوات، كل يوم قبل النوم تخاف من الوحش تحت السرير ، أبوها يحاول يثبث لها أنه لا يوجد وحش تحت السرير، و يضيء لها تحته بكشاف النور لترى بأعينها أنه لا يوجد شيء و أنها تخاف من شيء لا وجود له. ثم بعد ذلك تطمئن للحظات، لكن بمجرد إطفاء والدها للنور يعود خوفها من الوحش تحت السرير.


تبادر لأذهنكم أن هند فتاة ساذجة جدا لكننا كلنا نفعل نفس الشيء. معظم مخاوفنا و قلقنا من أشياء ليس لها وجود من الأصل أو متأكدين من أن احتمالية وقوعها ضئيلة جدا. و مع ذلك ننسى و نرجع للقلق مرة أخرى. معظم خوفك غير موجود مصدره الوحيد هو عقلك، و أفضل طريقة للتعامل معه هو كشاف النور، عليك أن تسلط الضوء على مخاوفك و تواجهها و ستجدها لا تستحق كل تركيزك. الحدود الوحيدة الموجودة هي التي وضعتها لنفسك. تخلص من أفكارك السلبية و لا تستسلم لها، معظمها و إن لم تكن كلها لا وجود لها من الأصل، فأنت من يحدد من و ماذا يشغل بالك في الوقت الحاضر، ليس في الحياة أخطاء و لكن فيها دروس، فأي تجربة فاشلة فهي معلم ناجح و درس مفيد. فالناجحين أيضا تصيبهم السلبية في أي لحظة، لكنهم يتعافون منها بسرعة على عكس الفاشلين الذين يتركونها تتراكم و تستمر لفترة طويلة.


طرق السيطرة على العقل

1.التفكير الهادئ :



يحتاج الوصول للسيطرة على العقل أن تفكر بهدوء وبدون انفعال، أن ترى الأحداث بدون توقعات سلبية مبنية على تجارب سابقة. وستجد بمرور الوقت أن هذا الأسلوب أصبح شيئا اعتياديا بالنسبة لك، وستلحظ فوائده في كثير من جوانب حياتك.


2.تخليص ذهنك من مشاكل سابقة :



لا يمكن لأحد أن يدعي بأن هدوء العقل والنفس يمكن أن يأتي فجأة، فطالما أن هناك ما يشغل العقل سيكون من الصعب إيصاله لمرحلة الهدوء والصفاء النفسي سريعا، وإنما يجب بداية السعي لتخليص الذهن من أفكاره السلبية والتي تكون مستقرة في عقله الباطن، لذا ينبغي عليك أن تبحث عنها وأن تحاول ألا تتجاهلها، فتجاهل تلك الأمور لا يعني عدم وجودها، وإنما يعني أنها ستبقى تثقل كاهلك إلى أن تتمكن من مواجهتها.




3.إرخاء العضلات :



مشاعر الغضب والخوف وغير ذلك من المشاعر السلبية تبدأ بغزو المرء ربما قبل أن يشعر بها، وهذه المشاعر تبدأ مؤشراتها في بعض الأحيان من خلال الشعور بالتوتر وشد الأعصاب. لذا فمن أجل أن نكون مستعدين لمواجهة مشاكل الحياة اليومية، فإن الاسترخاء يسهم إلى حد كبير في السيطرة على رق تعاملنا مع المواقف التي يمكن أن تعترضنا. أنت تمتلك حديقة جميلة التي هي عقلك و المطلوب منك أن ترعاها و تحافظ عليها. يجب عليك أن تسقي النباتات التي هي تفكيرك بصورة دورية، و كذلك يجب أن تزيل أي أعشاب ضارة و أفكار سلبية و لا تسمح لها بالنمو و الإنتشار. فأنت البستاني الحارس لهذه الحديقة.


إنك لا ترى العالم من خلال عينيك فقط، ولكن من خلال أفكارك أيضا، حاول أن تقرأ أو تستمع الى أمور ايجاية كل يوم، ذالك من شأنه أن يساعدك أن تتخلص من السلبية للأبد.

نـَغمَـة سَـاهِـيـه معجب بهذا