من روائع الشيخ ابن عثمين
من روائع الشيخ ابن عثمين
قال رحمه الله:
يجب علينا أن نعتني بصلاح القلوب قبل كل شيء ، فنزيل عنها الهوى المخالف للشرع ،
ونزيل الحقد والبغضاء للمؤمنين ونزيل كراهة الحق،
ونزيل عنها كل شيء يُوجب انحرافا،
فإن معالجة القلب أشد من معالجة البدن ؛
لان معالجة البدن كلٌ يستطيعها ، فالكل يستطيع أن يقوم ويصلي خاشعا لا يتحرك ويقول الأذكار الواجبة والمستحبة ،لكن صلاح القلب هو الصعب ...
وقد تجد بعض الناس يحافظ محافظة كبيرة على الأعمال الظاهرة ،
لكن في قلبه حقد ،أو كراهية للحق ،أو كراهية للمؤمنين أو لأهل الخير والدعوة، وما أشبه ذلك ؛حسدا أو لغير ذلك .
فيجب أن نهتم بصلاح القلب وإزالة الشوائب عنه
فهو إذا صلح صلح البدن كله.
الم تعلموا أن رجلا جيء به لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب الخمر ويكرر شربه، فقال رجل : لعنة الله - او سبه - ما أكثر ما يؤتى به
فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: ( أنه يحب الله ورسوله )، لكن تغلبه نفسه على فعل هذه المعصية، فانظر كيف كانت محبة الله ورسوله سببا لدرء السب عنه لأنها العمدة على صلاح القلب ...
وقد نبهت على هذا لأن بعض من يحرصون على التمسك بالسنة ظاهرا حرصا تاما عظيما، نسمع عنهم ما يدل على شيء في قلوبهم قد يفسد أعمالهم من كراهية أهل الخير ، وكراهية الحق إذا لم يكن على ايديهم ،
فإنهم يكرهون الحق إذا لم يأت من قِبَلِهم ،
ومعنى هذا : أنهم لا يدعون إلى الله ، وأنما يدعون إلى أنفسهم، والإنسان المؤمن حقا هو الذي يحب انتصار الحق سواء على يده أو يد غيره ويحب من يقوم بالحق.
صحيح أن النفس تحب أن تقوم هي بالحق، وأن تنشر الحق،و تسبق غيرها، لكن لا يجوز أن تكره غيرك إذا سبقك في خير ؛ لأن هذا حسد، والحسد ومن صفات اليهود
قال الله تعالى عنهم: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عندي أنفسهم}،
وقال: {أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضلة فقد أتينا ال إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}
فيجب أن تصححوا ما في قلوبكم وأن تحبوا كل ما يحبه الله من عمل ، أو عامل ، أو زمان ،أو مكان* حتى تكون محبتكم لله ، و كراهتكم لله عز وجل ،
و أسباب الهداية كثيرة ولكن أهمها صلاح القلب
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|