منتديات حساس

منتديات حساس (http://www.7ssass.com/vb/index.php)
-   قُطوْف دِينيَه ▪● (http://www.7ssass.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لذة العطاء .. يؤتي الحكمة من يشاء (http://www.7ssass.com/vb/showthread.php?t=27671)

نـَغمَـة سَـاهِـيـه 08-10-2023 11:25 PM

لذة العطاء .. يؤتي الحكمة من يشاء
 











لذة العطاء
يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ


هل ذقت لذة العطاء في قلبك يوما من الأيام؟!!
يا لها من أحاسيس تملأ كيان ووجدان ذلك القائم بهذا العطاء، لا يستشعرها غيره ولا يمكن لأحد تصورها
إلا من عاشها وذاق حلاوتها! ولا يستطيع هو وصفها لغيره. إنها تخصه هو، فقد خصه الله بها وحده.
فهي تسري في روحه ولا يشعر بها من حوله. هذا الأحساس يدركه المؤمن من عطاء ربه
في صورة عقلية روحية عملية في حياته حيث يعطية ربه الحكمة.

﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269].
هذا العطاء لا يحصل لكل أحد، بل لمن منَّ عليه وآتاه الله الحكمة،
وهي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع وحكمها، وإن من آتاه الله الحكمة فقد آتاه خيرا كثيرا
وأي خير أعظم من خير فيه سعادة الدارين والنجاة من شقاوتهما!
وفيه التخصيص بهذا الفضل للعبد، إذ تكميل قوتيه العلمية والعملية.
فتكميل قوته العلمية بمعرفة الحق ومعرفة المقصود به، وتكميل قوته العملية بالعمل بالخير وترك الشر،
وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره.
فالحكمة في الإنسان هي أساس المعرفة السليمة التي توافق الحق،
وتوجه الإنسان نحو عمل الخير، وتمنعه من عمل الشر،
فهي فيه مانعة ضابطة تسير به نحو الكمال والاستقامة.

والمتأمل لهذه الأية يجدها تأت بعد قول الله:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ *
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

[البقرة: 267، 268].

وكأن الله يؤت الحكمة لمن حقق نداء الله للمؤمنين في الإنفاق ومخالفة الشيطان.
فالجود بأفضل الموجود، يقابله هذا العطاء من الله (الحكمة).
فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وبطبيعة الحال لا يقوم بهذا الإنفاق إلا أصحاب العقول السليمة التي تخلصت من شوائب الهوى،
ودوافع الشر، وأدركت الخير ومكامنه. فما يتعظ بهذه التوجيهات القرآنية
وينتفع بثمارها إلا أصحاب العقول الراجحة والنفوس الصافية التي اهتدت إلى الحق وعملت به،
والتي أنفقت في سبيل الله أجود الأموال وأطيبها
لا أصحاب العقول الفاسدة التي استحوذ عليها الشيطان فأنساها ذكر الله
والتي ترى أن البخل بالمال هو الحكمة، وأن الإنفاق
في سبيل الله هو نوع من الإسراف والتبذير.

إن من أراد الهداية وسعى لها سعيها وجاهد فيها فإن الله لا يحرمه منها،
بل يعينه عليها، وليطمئن كل من يتجه إلى هدى الله
أن مشيئة الله ستقسم له الهدى وتؤتيه الحكمة، وتمنحه ذلك الخير الكثير.

﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾
[آل عمران: 92].
فلن تنالوا حقيقة البر، ولن تبلغوا ثوابه الجزيل الذي يوصلكم إلى رضا الله،
وإلى جنته التي أعدها لعباده الصالحين،
إلا إذا بذلتم مما تحبونه وتؤثرونه من الأموال وغيرها في سبيل الله،
وما تنفقوا من شيء- ولو قليلا- فإن الله به عليم،
وسيجازيكم عليه بأكثر مما أنفقتم وبذلتم.

ولنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في الوصول لهذا المبتغى.
عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء- موضع بالمدينة-
وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدخلها ويشرب من ماء طيب فيها.
قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون...،
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إن الله- تعالى-
يقول في كتابه: ﴿ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾
وإن أحب أموالى إلى بيرحاء، وإنها صدقة الله- تعالى-
أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بخ بخ- كلمة استحسان ومدح- ذلك مال رابح- أى ذو ربح- ذلك مال رابح.
وقد سمعت ما قلت. وإنى أرى أن تجعلها في الأقربين.
قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى عمه».

كما أن لنا في قصة الأصمعي ما يلهب المشاعر ويوقظ الروح اذ قال: أقبلت من جامع البصرة،
فطلع أعرابي على قعود له. فقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع. قال: من أين أقبلت؟
قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن. فقال: اتل علي. فتلوت: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ﴾ [الذاريات: 1]..
فلما بلغت قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]،
قال: حسبك! فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر؛
وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى! فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف؛
فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق. فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر.
فسلم علي واستقرأ السورة. فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا
ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ﴾ [الذاريات: 23]..
فصاح قال: يا سبحان الله. من الذي أغضب الجليل حتى حلف ?
لم يصدقوه بقوله حتى ألجأوه إلى اليمين! قالها ثلاثا وخرجت معها نفسه.

هكذا شعور المؤمن بأن عين الله - سبحانه - على نيته وضميره، وعلى حركته وعمله..
يثير في حسه مشاعر حية متنوعة؛ شعور التقوى.
وشعور الاطمئنان على الجزاء والثقة بالوفاء. وشعور الرضى والراحة
بما وفى لله وقام بشكر نعمته عليه بهذا الإنفاق مما أعطاه..

فالحكيم من يبذل الطيب من المال، سخية بها نفسه في انتظار ما هو أكبر وأفضل.

ما أحلاها وما أسعدها تلك النفس التي تعطي فتزداد سعادة بالعطاء،
فتزداد عطاء من جديد، فتظل تنعم بهذا العطاء
ولا تشبع منه حتى تلقى الله على هذا الحال.











العسل قلبي 08-11-2023 11:33 AM

طرح ممُيَّز وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك
لروحك جنائن الورد .،

سوكرا 08-20-2023 02:33 AM

فعلا العطاء شي جميل وربي دايما يبارك في الشخص الي يعطي "
جزيتي خيراَ ،

شغف 09-18-2023 08:51 AM

جزاك الله خير
وجعله بموازين حسناتك

ضامية الشوق 09-19-2023 04:09 PM

جزاك الله خيرا

شموخ العز 10-30-2023 02:54 AM

-










بَارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري .


الساعة الآن 10:43 PM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009