ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

{ مُنتديآتَ حسآسَ ) ~
 
..{ ::: فعالِياتَ منتدياتَ حساسَ:::..}~
 
 


۞ω☆ { القصص و الروآيآت } ۞ω☆ قسم يهتم بالقصص و الروايات المنقولة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-23-2020, 01:27 PM   #1
[IMG]https://mrkzgulfup.com/uploads/160850842632851.gif[/IMG]


الصورة الرمزية ميروَ ،
ميروَ ، غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1334
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 أخر زيارة : ()
 المشاركات : 22,679 [ + ]
 التقييم :  18310
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي رجل مكافح في هذه الحياة




وهو بَنَّاء، يَداه تتورَّمان من شَقاء العمل، ورغم ذلك تجده نشيطًا، قلبه مُفعمٌ بالحياة، لقيمة العمَل عنده مكانةٌ خاصَّة، تجده يَحرص عليه بمُقلة عينه، ويُتقنه بما أوتي من خِبرة ومِراس في ميدانه.


الذي يُعجبك فيه دَماثَةُ خُلُقه ولِين جانبه، هو اجتماعيٌّ جدًّا، حتى إنَّه لا يتوقَّف عن المسامرة والمضاحَكة طَوال الوقتِ، هذه الرُّوح التي يَتمتَّع بها، يُخيَّل إليك أنَّها موهبة حباه اللهُ بها، كي يُخفِّف عنه من نَصَب العمل، ويُنسيَه ما يلقاه فيه من جهدٍ وسيلان العرَق على جبينه المُستنير.


أمَّا بالنسبة للدِّين، فهو يحافِظ على صلاته، ولا تَغيب عن فِكره لحظةً واحدة، لِسانُه لا يَفتر عن الذِّكر! يسمِّي باسم ربِّ البريَّةِ في كلِّ حركة أو عمَل يقوم به، في كلِّ تفصيل من تفاصيل يوم عمله، لقد مزَج بين الكدِّ في سبيل لقمة العيش وذِكر الرحمن؛ ليُحصِّل التوفيقَ الذي أراد، والإتقانَ الذي يبغي، ويُرضي نفسَه الشغوفة المجتهدة.


لقد قسَت عليه الحياة! وهذه حاله التي تَعايش معها منذ زمَن غابِر، عاش يتيمًا وحيدًا، أُجبر على أن يَجوب الآفاقَ ويَطرق بابَ صنوف من الأعمال، فحَصَّل عملَه الذي أراد وبالشكل الذي يُرضي نفسَه، كان ذلك بمثابة البلسم الشافي لقلبه! شُفي قليلًا من كمده الذي نَخِر قلبَه؛ لأنَّ الوحدة مع تقدُّم السنِّ، تُحسِّس الإنسانَ بالضَّعف الشديد والوهن، فيحتاج إلى مُعين يتَّكئ عليه فيما هو مُستقبل من أيَّام، يَحتاج إلى شعور بدفْء العائلة، والزَّوجة والأولاد من حوله، يَحتاج إلى حرارة تَسري في عروقه، يُحسُّ معها بلذَّةِ ومُتعة الحياة كإنسانٍ وكيان.


إنَّ هذا نموذج من النَّاس، يَعجُّ بهم المجتمعُ في الخفاء، قد لا يَظهرون إلينا عيانًا؛ ولكنَّهم بيننا يأكلون على موائد وحدهم، ويَشربون كؤوسَ الظَّمأ دون أنيس أو رفيق، الأمر الذي يُسعِد أنَّ الجيران وبعض الأصدقاء يُلاحِظون ضياعَ حالهم، فَيُطَبْطِبون عليهم بين الفينة والأخرى، يحاولون جهد قُوَّتهم أن يمدُّوا لهم يدَ المساعدة، هذا ما نُسمِّيه التكافُلَ الاجتماعي في أبهى حلَّته وأروع رِدائه، هناك أُخوَّة الدَّم، وهناك أيضًا أُخوَّة الدِّين والإنسانيَّة، فالإنسان يُحسُّ بأخيه الإنسان ويَعطف عليه ويرثي لحاله؛ لأنَّه يضع نفسَه مكانه، ويَتصوَّر مَشاعرَه الحزينة، وإحساسَه بالوحدة في كلِّ دقيقة.


اليُتم والوحدة وفقدان عائلة تَضمُّك بجناحيها: صعبٌ تحمُّلُه، ولكنَّ للقلب دواء شافيًا وماء بارِدًا، إن سكبْتَه عليه بَرَدَ واستكان وهدأ، والرَّحمة المسكوبة على الروح تُعطي صبرًا ويقينًا بالحياة.


يستحيل أن يُصيب الإنسانُ ما يُريد من أهداف! لا بدَّ أن يعاني من نقصٍ في جانب من جوانب حياته! ومَن عانى من نقائص عديدة أحزنَته حُزنًا شديدًا يَهديه ربُّه لأن يَغْرِف من مكانٍ آخر، قد يَخفى علينا نحن ونغفل عنه؛ لأنَّه إن غُلِّقَت أبوابٌ فُتح باب على مصراعيه، يدعوك لأن تَلِجه وتَحثَّ خطاك إليه، ولن تَخيب أبدًا؛ إنَّه باب الكِفاح والسَّعي بكل قُوَّة ورباطة جأش، مع صبْر عظيم في كلِّ حركة يدٍ أو قدم، نُور يَعلو الوجهَ فيَرسم بسمةً مشرِقة ونفسًا مَزهوَّة ملأى بالعنفوان، تُحيِّرك في حال صاحبها، وتظنه في أفضل الظُّروف، وهو قد طَوَّعها واستغلَّها؛ لأنَّه اختار الحياةَ ورفَضَ الموتَ، هذه هي قُوَّة الإنسان المُكافِح، لو استزاد منها لحَقَّق ما كان يراه مستحيلًا، وكل شيء كان بين يدَيه وفي مَرمى بصره فقط كان عليه فتْحُ عينيه؛ ليَرى بكلِّ وضوح ما كان بإمكانه فعله.




 
 توقيع : ميروَ ،



’ـ

لا إله إلأا الله


رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 PM



 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.