وغادرت ذاك المكان
وما زال عطرها عبقا تفوح منه شذرات من نسيم الصبا
ولم يزل طيفها يتمايل اهيفا يشبع بقايا انسان تعلق قلبه بملاك
يمشي على الارض فسبحان من سواها وابدعها
واودعها ذاك الحسن الذي فاق الوصف والخيال
ومرت دقائق وساعات لم ابرح ذاك المكان
وكأني انتظر عودتها في كل حين وآن
في جوف الليل الموحش سارت بي قدماي وقلبي المتبتل الى بيت من لها كل الفلب ارتحل وما لبث ان اناخ ركابه في ثنايا ازقة حارتها
يتلمس اثار اقدامها ويستنشق بقايا عطرها المنصهر مع نسمات الليل المتعطشه كما روحي لرؤيتها والاسبار في ثنايا جمال وجهها المتألق كالبدر المنعكس نوره على ضفاف موجات بحر هادئ لا يشوبه ضجيج او صخب
انتشلتني من ذاك الضياع الحسي اصوات نداء اذان الفجر وهى تهز الكون مبجلة الخالق في علاه ... ادركتي ما حولي وادركتي اني كنت في تيه لم يعلم من احب عن فصول هذا الكتاب
احبها بعدد ذرات الكون المترامية في الفضاء المحسوس وغير المحسوس
احبها بطعم الشهد المصفى من كل الزهور
احبها كلذة نسيم الفجر المتسرب من بين كثيب الغاب
او كروعة شروق الشمس المتواري بخجل خلف ربابة بيضاء
احبها كحب السنابل الذهبية المثقله لسجود خضوعا وخشوعا
احبها فيض مشاعر وقصائد لم تكتب والحان لم تعزف
ياليتها تحكي عن اول لقاء ...عن اول الهمسات والمسات ...
عن الآهاااااات والزفرات..
ليتها تحكي الاشواق وعذاب الفراق ..
عن صورتها فيني ...عن عشقي وحنيني
ليتها تحكي عن اجمل الساعات اقضيها معاها ..
عن كل ما ضحيت من اجل عيناها
ولو حكت اكيد الكلام راح يطول ..
ويصير الاحديث ذو شجوووون
بس يكفيني اني احبها بجنووووووووووووووووون
مرت سنين منذ رحيلها
وتعاقبت الايام ولم اسمع صوتها
ولكن بقي في القلب مكانها
لم يزل فارغا لم يملئه احد غيرها
بعد ضمأ السنين العجاف
سمعت صوتها
وكأن بي سمعته بالامس
كما هو لم يعبث به الزمن
شجي متناغم كصوت الناي الحزين
كلي قد التفت نحو هذا الصوت
رأيتها بعد غياب طووووويل
خرجت عفويه من غير قصد آآآآآه
احسستها قد مزقت سرابيل السنين
ونسكبت مشاعري تسقي الحنين
ودلفت الى اعماق قلبي صورتها
تطرق بابا قد اغلق منذ حين
تبحث عن مكانها الغابر الدفين
وجدت مكانها لم يزل طاهر امين
لم يفره الزمان بضرس او سكين
اقتربت وملامحها تنبأ بشئ حزين
وملاحظها تذرف الدمع المستكين
فأجهشت بالبكاء والقت بجسدها النحيل
فتلقيتها بأحضان نكن لها شوق سحيق
ولم تزل بين احضاني حتى سكن الانين
احساس يخالجني منذ فتره
لااعرف مصدره او ما هو بالتأكيد
غير ان مشاعري تنبأني ان هناك شيء ما
فمحبوبتي لم تسال عني منذ مده غير قصيره
رغم بعدي عنها وعدم اتصالي بها
اعلم انها بخير وانها على مايرام ولكن ...
ولكن اريد ان اعرف ما يشغلها عني
اريد ان اسكن تلك الهواجس التي بداخلي
اين هي ...ماذا تفعل ...ما يشغلها عني ؟؟؟
كانت تتلهف لسماع صوتي وتشتاق في كل لحظه
كانت رنات هاتفي لا تكاد تستكين دقائق
والان اصبح يشتكي الضجر والملل والحرمان
احساسي يغالبني ان ذاك الحب بدا بالضمور
وان وهج الشوق المتأجج يكاد ان يخبو
لا..لا اريد ان التفت الى احاسيسي وظنوني
لا..لا اريد ان اسمع تلك الافكار التي تصدع رأسي
اريد ان اعرف الحقيقه ؟؟؟؟
بارد حبك ... كالقطب الشمالي
فلا تستغربي مني برودي
بارد عقلك ...كالنصل النحاسي
فلا تبكي بروقي ورعودي
لم اعد اعرف من انت ..
بعلم الكمياء ؟
من نحاس انت ..ام من خشب..
ام من حديد؟
فاعذريني ان تمردت على امر الهوى
فانا لم اصنع الحب بتاريخي
على لوح جليد!!
يا التي تجلس في القطب الشمالي ..على ايوانها
من ترى يقنعني انك انثى ..لا حجر ؟..
من ترى يقنعني ؟
ان غاباتك ملأى بالعاصافير ..ملأى بالشجر ؟
من ترى يقنعني ؟
ان اعضاءك ترمي في شهور الصيف انواع الثمر؟
من ترى يقنعني ؟
ان هدبيك يدوران على نفسيهما
مثل دورات القمر؟؟
انني في متحف الشمع ..انادي في الدهاليز ..
ولا اسمع في ارجائها اي جواب .
اسمعيني جملة واحدة ..قصة واحدة
قبليني قبلة واحدة ..
قبل ان احرق اوراقي ..وبيتي .. وثيابي ..
كلما حاولت ان اقنع نفسي
اني اجلس قرب امرأة
لم اجد في جانبي الا جدارا
نزار قباني.. لندن
في ليلة باردة تدثرت برددائي
ونكفأت على نفسي علني اشعر بالدفئ
رويدا رويدا بدأت اشعر باطرافي المتجمدة
وسرت في جسدي حرارة الدثار
وكستني حرارة الاطياف والحلم
حتى استسلمت معها لسنة من النوم
طيف ترآء لي بين خيالات الوهم
فأطلقت لاحلامي العنان
علني احظى بقبلة او سلام
فصار البحر رهوا والبيداء سراب
وتجرعت كأس الحسرة والعذاب
فلم اجني من ذلك الحلم
سوى الالم وحرق الاعصاب
وابتعد ذاك الطيف مخلفا الخراب
فلم يجدي نفعا مطاردته في السلم
ام في الغاب وفي الصحاري والعباب
في همسة وداع
قلت بخافت الصوت
سلام ..ماني راجع
واتبعت همستي بزفرات
واثاري روحي تخرج مع الاهات
وشضايا الجرح فجرت ونات
ونزيف الروح ما تضمده
سنين وعبرات
ويبقى الالم دفين بين الحنايا
وما تنطق فيه شفرات
وتنغرس سكاكين وانياب
وتضج مسامع وساحات
ويبقى الجسد مثل الاموات
بلا روح ..بلا حس..بلا تلاوات
عايش بين البشر منزوع الذات
يسعد خليله ولو هو من القهر مات
فتحت هذا الصباح مدونتي حسبتني اني ساكتب جديد او اسود بياض صفحتها بالمديد وسأمضي بفكري الى البعيد غير اني احسست بشعور بليد وترنحت افكاري مثل اغصان الشجر في الريح الشديد ثم استكنت الى كسلي وتركت ما اريد علني اعود بفكر واعصاب من حديد ....
العرض العادي
