ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

عيدُكُم مُبآركَ َ  
     
{ مُنتديآتَ حسآسَ ) ~
 
..{ ::: فعالِياتَ منتدياتَ حساسَ:::..}~
 
 
منتدياتَ حسَاس ترحبَ بكمَ وتسعدَ بـ إنضمامِِكمَ أهلاً وسهلاً بـ الجمِيع كلمة إدارة السوآر



قُطوْف دِينيَه ▪● كل ماَيخص ديننّآ ألحنيَف .. تلآوه , تفسير , أحكآم / آلقرآنْ الڪَرِيمْ .. والتجويد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-19-2020, 06:27 PM
روح .. ❥ غير متواجد حالياً
اوسمتي
الالفيه 3 وسام تاج الإداره شكر وتقدير وسام بداية مشوار 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 1317
 جيت فيذا » Sep 2019
 آخر حضور » 04-03-2020 (05:09 PM)
آبدآعاتي » 3,409
الاعجابات المتلقاة » 366
 حاليآ في » ..........
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »  male
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » روح .. ❥ will become famous soon enoughروح .. ❥ will become famous soon enough
مــزاجي  »
مشروبك   7up
قناتك
اشجع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي موعظة القلوب الغافلة (خطبة)



الحمدُ للهِ جامعِ الناسِ ليومِ لا ريبَ فيهِ، عالمِ ما يُسِرُّه العبدُ وما يُخفيهِ، أحصى عليه خَطرَاتِ فِكرِه وكلماتِ فِيهِ، أحمدُهُ سُبحانَه وأتوبُ إليهِ وأستغفرُهُ وأَستهدِيهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَه، غافرُ الذَّنبِ، وقابِلُ التَّوبِ، شديدُ العِقابِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الأوَّاهُ المُنيبُ، أخشانَا للهِ، وأحفظَنَا لحُدُودِهِ، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن حُمِدَتْ في الإسلامِ سِيرتُهُ ومَساعِيهِ، وسَلِّم تَسلِيمًا كثيرًا.



أمَّا بعدُ:

فيا عبادَ اللهِ، اتقوا اللهَ تعالى بامتثالِكُم لأوامرِهِ، واجتنابِكُم لِما نَهى عنه وزجَرَ، وتودَّدُوا إليهِ بالإكثارِ مِن الصالحاتِ، والمسارعةِ إلى الطاعاتِ، ولُوذُوا بجَنَابِه مُتذلِّلينَ مُنكسرِينَ، تَائبينَ مِنْ ذُنُوبِكُم مُستغفرينَ، تَنالُوا مَغفرَتَه وعَفوَهُ ورَحمتَهُ، وتَفوزُوا بثَوابِهِ ونَعيمِهِ، وتَكونوا مِنَ المفلِحِينَ.


فاللهَ نَسألُ أن يغفرَ لنا ذُنوبَنَا، وأنْ يُعينَنَا على ذكرِهِ وشكرِهِ وحسنِ عِبادتِهِ، اللهمَّ اغفر لنَا ما قدَّمنا، وما أخَّرنَا، ومَا أَعلنَّا، ومَا أَسررنَا، وما أنتَ أَعلَمُ بهِ مِنَّا، أنتَ المقدِّمُ، وأنت المؤخرُ، لا إله إلا أنتَ.


أيها الإخوة، شيخٌ كبيرٌ هَرِمٌ، قد احْدَوْدَبَ ظهرُه، وابيضَّ شعرُه، وسقطَ حَاجباهُ على عَينَيْهِ، يجرُّ خُطواتِهِ نحو المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قد عَلاهُ الأَسى، وامتلأ قلبُه مِنَ الرَّجاءِ، فيقِفُ على رأسِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيقولُ: يا رسولَ اللهِ، رَجُلٌ غَدَرَ وَفَجَرَ، لَمْ يَدَعْ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ، لَوْ قُسِّمَتْ خَطِيئَتُهُ بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَوْبَقَتْهُمْ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ؟» فَقَالَ: أَمَا أَنا، فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ اللَّهَ غَافِرٌ لَكَ مَا كُنْتَ كَذَلِكَ وَمُبِدِّلٌ سَيِّئَاتِكَ حَسَنَاتٍ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَغَدْرَاتِي وَفَجْرَاتِي قَالَ: «وَغَدْرَاتَكَ وَفَجْرَاتَكَ»، قَالَ: فَوَلَّى الرَّجُلُ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ مِن شِدَّةِ الفرَحِ حتَّى توارَى عن أَعينِ النَّاسِ" رواه الطبرانيُّ والبَزَّارُ وصحَّحه الهَيثمِيُّ والألبانيُّ.



عبدَ اللهِ، مَهمَا كَثُرَ عَليكَ حَديثُ التَّوبةِ ومَهمَا طَرَقَ مَسمعَكَ وبَصرَكَ حَديثُ الموعظةِ فلا تتَضجَّرْ ولا تَتأفَّفْ بل الأولى والأحسنُ أنْ تَفرحَ بدَاعِي الرحمنِ وعَطايَاهُ.


كلُّنَا وبلا استثناءٍ محتاجُونَ للتوبةِ، محتاجونَ لمن يُذكِّرُنَا باللهِ تعَالَى، لِمَنْ يُرقِّقُ قلوبَنَا لِمَنْ يُقرِّبنَا إلى رَبِّنَا أكثرَ وأَكثرَ.


يقولُ اللهُ تعالَى: ﴿ ‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾‏‏.


في هذهِ الآيةِ خِطابٌ لنَا مِن رَبِّ العِزِّةِ. فيه مِنَ الجمالِ ما يعجَزُ اللسانُ عن وَصفِه! تَأمَّلْ قولَ اللهِ ﴿ يا عِبادِيَ ﴾ وتِلكُمُ الطمأنينةُ التي تَنبعِثُ مِن بَينِ الحُروفِ والكلماتِ! فمَهمَا كَانتْ ذُنوبُكَ وزَلاتُكُ فلا تَجزعْ ولا تَيأسْ مِن مَغفرَةِ اللهِ، فَقطْ أَقدِمْ إلى اللهِ واسْتغفِرْهُ تَجدْهُ سُبحانَه غَفوراً رَحِيماً، يَقولُ اللهُ تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.


قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً" رواه الترمذيُّ وحسَّنَه الألبانيُّ.


أيها الأَخُ المباركُ، مهمَا كانَ انهمَاكُكَ في الدنيا ومهمَا كانتْ أعمالُكَ كثيرةً وارتبَاطَاتُكَ عَديدةً ومهمَا أَشغَلتْكَ الدُّنيَا ببريقِهَا وزُخرُفِهَا وجَمالِهَا. هناكَ لَيلتانِ اثنتانِ يجبُ على كلِّ واحدٍ مِنَّا أَن يجعلَهُمَا نُصبَ عَينيهِ؛ ليلةٌ في بيتِهِ مُنعَّمًا سعيدًا مع أهلِهِ وأَطفالِهِ وأَصحابِهِ في صحةٍ جَيدةٍ وعَيشٍ رَغيدٍ. وليلةٌ تَليهَا حَلَّ فيها الضعفُ مكانَ القوةِ، والحزنُ مكانَ الفَرَحِ، والسكراتُ مكانَ الضحكاتِ؛ فلا القوةُ تَنفعُ القَويَّ ولا الذَّكاءُ يَنفعُ الذَّكيَّ ولا المالُ يَنفعُ الغَنيَّ، يقولُ اللهُ سبحانه وتعَالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 20].


عبادَ اللهِ، كلُّنَا نَعرِفُ ذُنوبَنَا، ونَعرِفُ مَعاصِينَا، ونَعرِفُ السِّيئاتِ التي نُمارِسُهَا ونَفعَلُهَا، ونُكثِرُ منهَا ونُدمِنُهَا، فما علينا إلاَّ أنْ نُقبِلَ على اللهِ، وننطَرحَ بينَ يَديِ اللهِ، ونَسألُه العفوَ والغفرانَ، والصفحَ والأمانَ، والمغفرةَ والإحسانَ، وتوبةً تُجلِي أنوارُها ظُلماتِ الإساءةِ والعصيانِ، فإنَّ ربَّنا رحيمٌ غفورٌ كريمٌ منَّانٌ، يفرحُ بتوبةِ عبدِه إذا تابَ إليهِ واستكَانَ: ﴿ وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90]. ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تعالى يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ" أي تَخرُج رُوحُه، رواهُ أحمدُ وحسَّنه الألبانيُّ.



وماذَا لو انتقلنَا في لحظةٍ واحدةٍ مِن عَالَمِ الدنيا إلى عالَمِ الآخرةِ، ومِن هذه الحياةِ إلى حياةِ القَبرِ والبَرزخِ؟ ماذا سنقولُ لربِّنَا عن تفرِيطِنَا وتَقصِيرِنَا؟ وكيفَ سَنقابِلُ اللهَ ونحنُ مُلوَّثونَ وملطَّخونَ بمعاصِينا وآثَامِنَا؟ وكيفَ سَنعتذِرُ في يومٍ لا ينفعُ فيهِ الاعتذارُ ولا تُجدِي فيه الحسراتُ ولا تنفعُ فيه الأنَّاتُ والآهاتُ؟ ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 54، 55].



اللهمَّ إنَّا نشكو إليكَ غَفلتَنَا، ونتوبُ إليكَ مما فعلَتْه أيدِينا، وارتكبَتْه أنفُسُنَا، ونَستغفرُكَ مما عَلِمْنا مِن خطايانا ومَا لَم نَعلَمْ.

فاستغفروه سبحانه وتوبوا إليه.



الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ وكفَى، وسلامٌ علَى عبادهِ الذينَ اصطفَى، وأشهدُ أنْ لَا إلهَ لَا إلهَ وحدهُ لَا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ، أمَّا بعدُ:

يُحكَى أنَّ مَيمونَ بنَ مِهرَانَ لقِيَ الحسنَ البصريَّ، المعروفُ بزهدِهِ وورَعِهِ، فقال له مَيمونُ: "قَد كُنتُ أُحِبُّ لِقاءَكَ فعِظْنِي؟ فقرأَ عَليهِ الحسنُ البصريُّ -رحمهُ اللهُ- قولَ اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشعراء: 205، 207] فقالَ: عليكَ السلامُ أبَا سَعيدٍ، لقد وَعظْتَ فأَحسنْتَ الموعظةَ".


أيها المباركونَ، مِن كَثرةِ انهماكِ كثيرٍ مِنَ الناسِ في الدنيا وانغمَاسِهِمْ بها صارَ حَالُ بَعضِ الناسِ أنه يَعيشُ وكأنَّه لا يُصدِّقُ أنَّ في الدنيا موتاً؟ فهم يَقرؤونَ المَواعظَ، ويسمعونَ النُّذُرَ فيظنُّونَ أنها لغيرِهِم؟ ويرونَ الجَنائزَ ويمشونَ فيها ويتحدثونَ حَديثَ الدنيا والآمالِ والأمانِي .. وكأنَّهم لن يَموتُوا كما مَاتَ هَؤلاءِ الذين يمشونَ في جَنائزِهِم، وكأنَّ هؤلاءِ الأمواتَ مَا كانوا يوماً أحياءً مثلَهُم، في قلوبِهِم آمالٌ أكبرُ مِن آمالِهِم، ومَطامعُ أَبعدُ من مطامِعِهِم؟


عبادَ اللهِ:

تَمرُّ علينا الأيامُ سِراعاً، وتُطوَى الليالي كالبَرقِ، انقضاءُ يَومٍ يَتلوهُ يَومٌ، وشَهرٌ يَتبعُهُ شَهرٌ، وعامٌ يَليهِ عَامٌ، ونَحنُ لا نَزالُ كمَا كنَّا لم نَتقدَّمْ وحَالُنا كما هو حَالُنا لَم يَتغيَّر، أَلهتْنا الدنيا عن أداءِ صَلواتِنَا، وحالتْ بَيننَا وبينَ القِيامِ بعبادَاتِنَا، وأَوقعتْنَا في ارتكابِ ما يُغضِبُ اللهَ، طَمعاً في مَتاعِهَا الزَّائلِ، وغُرورِهَا الذَّاهبِ، يقولُ اللهُ تبارك وتعالى محذِّراً لنا مِن غُرورِهَا، وداعياً إيَّانا إلى الانتباهِ مِنَ الوقوعِ في مَفاتِنِهَا وشِباكِهَا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5].



رُبَّ إنسانٍ مِنَّا أشرفَ -يوماً من الأيامِ- أو كادَ أن يَقعَ في حادثٍ، وربما أصابه مَرضٌ شَديدٌ ظنَّ أنَّ فيه حَتفَهَ وهَلاكَهُ، وربما شاهدَ أباهُ أو أخاهُ أو قَريبَه وهو يَلفِظُ أنفاسَهُ، وربما وَضعَ الإنسانُ يَديْهِ على رَأسِهِ -يوماً مِن الأيامِ- وهو يَظنُّ أنه في آخرِ أيامِهِ ولياليِهِ، أو آخرِ سَاعاتِهِ ودَقائِقِ عُمُرِهِ، ثُم أنجاهُ اللهُ مِن ذلك، لكنَّ القلبَ بعدهَا مَا ازدادَ إلا قسوةً، والنفسُ ما ازدادتْ إلا إِعرَاضاً، ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74] جَديرٌ بكَ عبد الله أن تَختلِيَ بنفسِكَ لحظةً وتتساءل: هذه المواعظُ التي سِمعتُ وأَعظمُهَا مَواعظُ رَبِّنَا عزَّ وجلَّ، هذه المواعظُ التي سَمعتُ، بل هذه المواعظُ التي رأيتُ أين كانَ مَصيرُها؟ هَل زادتِ العبدَ قُرباً منَ اللهِ عزَّ وجلَّ؟ هل زَادَتْهُ بصيرةً في نفسِهِ؟ هل زادتْهُ خَوفاً مِنَ اللهِ؟ هَل زادتْهُ رغبةً في الجنةِ؟ هل زادتْهُ خوفاً مِنَ النارِ؟ هل زادته إقبالاً على الطاعةِ؟ هل زادته إعراضاً عنِ المعصيةِ؟


معاشرَ المسلمينَ، الإنابةَ الإنابةَ، قبل غَلقِ باب الإجابةِ، والغنيمةَ الغنيمةَ، بانتهازِ الفُرصةِ، فما منها عِوضٌ، ولا يعادلها قيمةٌ، فمَن أَصبحَ أو أَمسَى وهو على غَيرِتوبةٍ، فهو على خَطرٍ؛ قال سبحانَه وتعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.


إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ تعالى أن يَسَّر للمذنبينَ طَريقَ التوبة والهدايةِ والرجوعِ إلى الصراطِ المستقيمِ، بلْ مِن نِعَمِ اللهِ أن جعلَ لهُم بابَ التوبةِ مَفتوحاً على مِصرَاعيْهِ لمن أرادَ أن يتوبَ توبةً نصوحاً لا يُصَدُّ عنه قَاصدٌ، ولا يُغلَقُ في وجهِ لاجئٍ أياً كانَ وأياً ما ارتكبَ مِنَ الذنوبِ والآثامِ.


صلوا وسلموا على خير خلقه كما أمركم ربكم بذلك.

اللهم أحينا على ملته وأمتنا على سنته وانفعنا يوم القيامة بشفاعته واحشرنا إلى الجنة في زمرته.

اللهم كما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

صل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تابعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم اجعلنا من الذين إذا أعطيتَهم شكروا وإذا ابتليتَهم صبروا وإذا ذكَّرتَهم ذَكروا، واجعل لنا قلوبًا توابة، لا فاجرةً ولا مرتابة.

اللهم وفقْنا للصالحاتِ قبل المماتِ، وأرشدْنا إلى استدراكِ الهفواتِ من قبل الفواتِ. وألهمْنا أخذَ العُدةِ للوَفاة قبل المُوافاة.

اللهم احفظ بلادَنا بالأمنِ والإيمانِ وتحكيمِ شرعِك، يا رب العالمين.

اللهم عُمَّ أوطانَ المسلمين بالخيرِ والسلامِ، وحقق للمسلمين جميعًا اجتماعَ كلمتهم، وصلاحَ أحوالهم.

اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترضاه ووفقه لخير البلاد والعباد

اللهم واحفظْ جنودَنا في حراساتِهم وثكناتِهم وتفتيشاتِهم، واخلفُهم في أهليهم بخير.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُم وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.



 توقيع : روح .. ❥

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2020, 09:16 PM   #2



 عضويتي » 1324
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 04-13-2020 (05:16 AM)
آبدآعاتي » 248
الاعجابات المتلقاة » 9
 حاليآ في » الخبر
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
إهتماماتي  » الشعر والرياضه
آلقسم آلمفضل  » الاسلامى ♡
آلعمر  » Sony
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب ♔
 التقييم » فيصل الجهني has a spectacular aura aboutفيصل الجهني has a spectacular aura aboutفيصل الجهني has a spectacular aura about
مــزاجي  »
مشروبك   star-box
قناتك mbc
 hilal
 آوسِمتي وسام بداية مشوار 

فيصل الجهني غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله الخير
والله يعطيك العافيه عالموضوع جميل جدا


 توقيع : فيصل الجهني

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 PM

أقسام المنتدى

| روحَانيات إسَلآميَة ، @ قُطوْف دِينيَه ▪● @ كُلنآ فِدآك يارسُول الله ▪● @ ¬ | متِصّفحْ حّر ، @ مُوجز آلآنبآء ▪● @ رُكـنْ آلعَـام ▪● @ ¬ | رَوآئِعنـآ ، @ ¬ | أبجديّة حرَف ، @ ۞ω☆ { الشعر و الشعرآء } ۞ω☆ @ ۞ω☆ { عذب الكلآم } ۞ω☆ @ ۞ω☆ { القصص و الروآيآت } ۞ω☆ @ ¬ | حَيآتنّا ومُجتَمعنَـآ | @ آنوثـہَ طآغيـہَ ▪● @ مطبخڪَ ▪● @ جمآل منزلڪَ ▪● @ ¬ | تطوَير آلذاتْ وَآلتعّلِيم ، @ التَربيه وَ التعْليم ▪● @ قسم اللغات ( Special Language ) ▪● @ ¬ | الإدَآرْه| @ حـَلقـة الوّصل ▪● @ مُلتقَى الطَآقمْ الإدَاريْ ▪● @ المنَفى ▪● @ النقاشات الجـَاده ، والحوآر الصَريح ▪● @ حَيآتُنآ الأُسَريهْ ▪● @ آلـصُور ▪● @ آلسِياحَه وَ السَفر ▪● @ آلقرآنْ الڪَرِيمْ والتجويد وَالصوتيات الأسْلآمِيهَ @ تَرآثِيـاتْ ▪● @ ¬ | الأقسَام الترْفِيهيهْ @ جُنوْن ألعآبنَـا ▪● @ آلصرْقعـَه وَ الألغَآز ▪● @ توَصيٌآت وأمضاَء أقِلآمّ الإدَارهْ ▪● @ ¬ | عَآلمْ أدمَ | @ الڛيآرآتْ والدرآجآتْ النآريـہ ▪● @ آلطِبُ وَ الصحْه ▪● @ ¬ | تِڪَنولوجيآ ،/ @ حساس الجوال ووبرامجه ▪● @ اليوتيوب You Tube ▪● @ الگمبيوتر و الانْترنِت والالعآإب الالكترونيـہ ▪● @ ¬ | مجِتمّع حَساس ، @ تَفـآصِيلُنـاَ هُنآ آ ▪● @ يَومِيآتَ آعضَآئُنآ ▪● @ مَجلْـة حَسآسْ @ تَحقِيقَآتُنآ .. / كُرسِي الأعْترَآف @ نقِآءَ ألتميّيزَ ▪● @ آلخيَمه الرمضانيه @ آلحَجِ وَالحُجَـآجْ ....... @ ¬ | حصريات حَساس ، ღ♥ღ @ ▪● ريشه مخمليه @ ومضات وفلاشآت عدسات مضيئه ▪● @ تطوير الذآت ▪● @ أطْفـآلُنـَا ▪● @ ۩۞۩ تطوير آلموآقع وآلمنتديآت وآلمدونآت ۩۞۩ @ حقيبة وعالمَ المصممَ●▪● @ التوآصل الإجتماعي ▪● @ ملحقات الفوتشوب والدروس الحصريه ▪● @ تعآزي وموآساه ▪● @ مُسآبَقاتْ وَ فعْالِيَـاتْ ▪● @ ۞ω☆ { حساس الخوآطر والأشعار الحصريهـ } ۞ω☆ @ ۞ω☆ { حساس الموآضيع و المقآلآت الحصريهـ } ۞ω☆ @ ۞ω☆ { حساس القصص و الروآيآت الحصريهـ } ۞ω☆ @ ¬ | دَورآت حسـَآس ▪●، @ ¬ | عالم الأنــــمي @ الأفلام الوثائقيه ▪● @ ¬ | دورة تصميم الرمزيات والتواقيع المتحركة @ رضاب من محآبر النور ▪● @ مجلِس التَوظيِف والوَظآئِف ▪● @ قسم الحيوانات والنباتات والطيور والحياه البحريه ▪● @ فضفضه تحكي روآياتنا @ ¬ | بدآية مسك ووآحة تألق وإبدآع ،ღ♥ღ @ آلترحِيبْ بِ الأعضَاء ▪● @ ۩۞۩{ فواصل واكسسوارات لتزيين المواضيع }۩۞۩ @ ¬ | ال حساس هُنا نسقوا مواضيعكم @ طلبآتكم هٌنآإ ▪● @ حديث الشّغب بين ريشة ومحبرة ▪● @ قسم طلبآت اللوكآت المدفوعه لـ زوار @ ¬ | معرض مصممي حساس @ مجلة أعضآء حسآس ▪● @ مساحة خاصة للتنسيق ▪● @ عـآلم آلرجُل ▪● @ صدىَ آلملآعبَ ▪● @




 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009