قطب جد في علم التجويد إمكاناتها

الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الكل يعلم أن أحرف القلقلة هي المجموعة في كلمتي: (قطب جد)
ولكن هل تعلمون لماذا تختص هذه الحروف دون غيرها بصفة القلقلة!!!
أولاً: يجب أن نعرف ما هي القلقلة:-
القلقلة: هي الاضطراب، والارتجاج، واللقلقة للحرف في مخرجه.
(((فهي بهذا صفة تحتاج إلى مراعاة عند الأداء، وتكلف في العناية بها خاصة لدى المبتدئين)))
ثانياً: كيفية أداءها:-
وهي تكون بالإلصاق المحكم للحرف في مخرجه، الذي يعقبه مباشرة انفكاك دفعي ((وهذا ما ينتج صوت الارتجاج والاهتزاز للحرف "صوت القلقلة"))
أمثلة:
1- مثال: لحرف مخرجه بين عضوين أحدهما متحرك والآخر ثابت وهو حرف الـ (ق): فتكون القلقلة بإلصاق أقصى اللسان (العضو المتحرك) بما يحاذيه من سطح الحنك الأعلى (العضو الثابت)، ثم ينفك أقصى اللسان بسرعة وقوة عن سطح الحنك الأعلى، فيهتز الحرف ويرتج وتنتج نبرة القلقلة.
2- مثال: لحرف مخرجه بين عضوين متحركين وهو حرف الـ (ب): وهنا تكون القلقلة بإلصاق الشفتين (عضوي مخرج حرف الباء، "وهما عضوان متحركان") بإحكام ثم انفكاك الشفتين عن بعضهما البعض بسرعة وقوة ، فيهتز الحرف ويرتج وتنتج نبرة القلقلة.
(((ملحوظة هامة للغاية)))
لقد ظهر الآن من تعريف القلقلة وكيفية الأداء لها أنها لا تكون إلا في الأحرف التي تمتاز بقوة الإحكام والإلصاق للأعضاء في مخرجها، وهذا مرده إلى صفتي الجهر والشدة.
فالجهر: قوة في المخرج أدت إلى منع جريان النفس.
والشدة: قوة في المخرج أدت إلى منع جريان الصوت.
* وأحرف القلقة قد جمعت بين صفتي الجهر والشدة *
فهي من جهة: أحرف قابلة لإحداث القلقلة لقوة مخرجها الذي تتمكن فيه أعضاء كل مخرج من القيام بالإلصاق المحكم ثم الإنفكاك الدفعي (آلية القلقلة) دون غيرها من الحروف التي إما أن تكون مهموسة أو "بين الرخوة أو التوسط" أو تجمع بين الهمس والرخاوة.
ومن جهة أخرى: فهذه الأحرف في حاجة لهذه الصفة (القلقلة)، إذ أنها شديدة (لا يجري معها الصوت)، ومجهورة (لا يجري معها النفس) فكان التكلف بإحداث هذا الاهتتزاز والارتجاج لها لإظهارها جبراً لجمعها بين الشدة والجهر.
(((وهذا هو سبب اختصاص هذه الأحرف بصفة القلقلة جمعها بين صفتي الجهر والشدة )))
***** ملحوظة أخرى هامة للغاية *****
بقي حرف الـ (ء) وهو أيضاً قد جمع بين صفتي الجهر والشدة، فلماذا لم يقلقل أيضاً.
والجواب لصعوبة إحداث (آلية القلقلة المذكورة عاليه) فهو حرف حلقي، والإنسان لا يستطيع أن يحدث داخل الحلق إلصاق محكم بين جدران حلقه ثم انفكاك دفعي لإحداث صوت القلقلة،ومن سيحاول عمل هذا سيجد نفسه قد كرر النطق بحرف الـ (ء) ولم يستطع أن يقلقله.
(((بقي في الختام أن نشير إلى أمرين)))
الأول: مراتب القلقلة: وهي أربعة:-
1- أقواها: المشدد الموقوف عليه: مثل (بالحقِّ – وتبَّ "سورة المسد")
2- المرتبة الثانية: الساكن الموقوف عليه سواء كان السكون أصليا أو نتيجة للوقف، مثل: (حقيق – أخرج)
3- الساكن الموصول: في وسط الكلمة، أو الساكن سكونا أصليا في نهاية الكلمات عند وصلها بما بعدها، مثال: (قبْلك – اذهبْ فمن)
4- المتحرك: وهذا فيه أصل القلقلة، مثال: (تَقُوم - بَعيد)
الثاني: هو اختلافهم "أهل الأداء" على رأيين:- الأول: في ميلها إلى الفتح مطلقاً، والثاني ميلها إلى حركة ما قبلها. مع صحة الرأيين
والأصل في ذلك المشافهة وكما هو مقرر عند المتقنين من أهل الأداء: (كلٌّ يقرأُ بسنده إلى شيخه).
أرجو أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع، وأن يحظى بقبولكم، وأن أكون قد أفدت أو بينت، ولربما لدى البعض أضفت.
وهذا ما ستبينه ردودكم المباركة - إن شاء الله تعالى -.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

ليث ,جوهره معجبون بهذا