هذا هو الزاد /..
{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم
و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم } الأنفال .
هذا هو الزاد ، و هذه هي عدة الطريق ..
زاد التقوى التي تحيي القلوب و توقظها و تستجيش فيها أجهزة الحذر و الحيطة و التوقي .
و عدة النور الهادي الذي يكشف منحنيات الطريق و دروبه على مد البصر ،
فلا تغبشه الشبهاتالتي تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة ..
ثم هو زاد المغفرة للخطايا . الزاد المطمئن الذي يسكب الهدوء و القرار ..
و زاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفد الأزواد و تقصر الأعمال .
إنها حقيقة .
أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق . و لكن هذه الحقيقة –
ككل حقائق العقيدة – لا يعرفها إلا من ذاقها فعلاً .
إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها .
إن الأمور تظل متشابكة في الحس و العقل ، و الطرق تظل متشابكة في النظر و الفكر ،
و الباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق ..
و تظل الحجة تفحم و لا تقنع ، و يظل الجدل عبثا و المناقشة جهدا ضائعا ..
ذلك ما لم تكن هي التقوى ..
فإذا كانت استنار العقل و وضح الحق و تكشف الطريق و اطمأن القلب
و استراح الضمير و استقرت القدم و ثبتت على الطريق .
إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة ..
إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذي فطرت عليه ،
و الذي خلقت به السماوات و الأرض ..
و لكنه الهوى هو الذي يحول بين الحق و الفطرة ..
الهوى هو الذي ينشر الغبش و يحجب الرؤية و يخفي الدروب
و الهوى لا ندفعه الحجة إنما تدفعه التقوى .. تدفعه مخافة الله ، و مراقبته في السر و العلن ..
و من ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة و يرفع اللبس و يكشف الطريق .
و هو أمر لا يقدر بثمن ..
و لكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا و مغفرة الذنوب
ثم يضيف إليهما الفضل العظيم .
ألا إنه العطاء العميم الذي لا يعطيه إلا الرب الكريم ذو الفضل العظيم .
| |
| |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|