استمرّ نزول القرآن الكريم مدّة ثلاثة وعشرين عاماً؛ إذ أوحى الله -تعالى- به إلى النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد أن بلغ الأربعين من عُمره،[١٦] وأوّل نزول القرآن الكريم على محمد -صلّى الله عليه وسلّم- كان في ليلة القدر، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)؛[٧] من شهر رمضان، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١٧]وأول ما نزل من القرآن على الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو صدر سورة العلق، وهي الىيات الكريمة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[١٨][١٩] وقد وردت عن العلماء عدّة أقوال في آخر ما نزل من القرآن الكريم، وهذه الأقوال كما يأتي:[٢٠] القول الأول: قوله -تعالى- في سورة البقرة: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)،[٢١] القول الثاني: قوله -تعالى- في سورة النساء: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).[٢٢] القول الثالث: قوله -تعالى- في سورة الفتح: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ).[٢٣] القول الرابع: قوله -تعالى- في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).[٢٤]
\