لا شيءَ يوجِعُني سوى الذِّكرى
تمرُّ على أديمِ الرّوحِ
تصفعُهُ وترحلْ
أمشي على الأشواكِ تُدْميني
وتنْهَرُني تمهَّلْ !
ما كان لي لغةٌ شهيٌّ قِطْفُها
بل إنّها أرضٌ لِمُرّارٍ وحنظلْ
هذا المدى المفتوحُ للمجهولِ
بَيْنٌ قد تَرجَّلْ
يطوي ظِلالي
والدَّمُ القاني يُطَلّ
أين الذين أحبّهُمْ ؟
أين الغدُ الزّاهي المُؤَمَّل ؟
طُعِنَ الحصانُ وكنتُ وحدي
أبكي بِلا دمعٍ على سرْجِ المُجَندَلْ
أصحو وأغفو ثمَّ أصحو مرَّةً أخرى
على أصداءِ وعدٍ
كم تَأجَّلْ !
لم يبقَ لي غيرُ انكساري مثلَ ساريةٍ
تُطِلُّ على هشيمِ النَّبضِ في القلبِ المُقَتَّل
يَبِستْ عروقي يا أبي
والعمْرُ أمْحَل
قد قلتَ لي
سيزولُ همُّكَ لا مَحالَةَ يا بنيَّ
إذا ضياءُ الفجرِ أقْبَل
كم قلتَ لي
ثمنُ الرّجولةِ باهظٌ
أمّا الحياةُ فموقفٌ ومَبادئُ
صدّقْتُ يا أبتي ولكنْ
مَن يُؤنسُ الآهاتِ في ليلي المُطَوَّل ؟
من ينحني لِيَشدَّ جرحي بالضِّمادِ
وقطعةِ القطنِ المُبَلَّل ؟
وبكيتُ يا أبَتي بكيْتُ
على قريبٍ إذْ تَرَحَّلْ
وعزفتُ يا أبَتي بكائي
وعزفتُ للوَجَعِ المُؤَوَّل
وقرأتُ يا أبتي قرأتُ
ومَلَّني شعرُ ابنِ حِجْرٍ والسّمَوْأل
ونسيتُ يا أبتي
نسيتُ مَلامَتي لِمُصاحِبٍ عنّي تَحوَّل
ثمَّ انتبهتُ لِما نسيتُ
وما قرأتُ وما عزفتُ وما بكيتُ وما سألتُ
وغابَ عنّي ما سأسألْ !