اتعافى، كالذي تعرض لحادث مروع، أخبره الأطباء ألا رجاء من شفاءه، وأن قدراته كلها تلاشت، سوى رفة عين.
أعيش بضِحكته وهو يخطو أولى خطواته على الممر الضيق، بدهشة وحب وأمل بالحياة، وكأنني أكتشفها توًا، أتعافى دون أن تنقشع غمامة الحادث من رأسي، أتعافى دون أن افوت إدراكي لما أقحمت فيه نفسي، ولكّم البأس الذي لحقني، أتعافى وأطفو وأنا أدرك أنني فراشة، لا تستحق إلا الربيع، أتعافى وأدرك أنني لن أقحم نفسي في أية عاصفة، أتعافى ولا يفوتني إدراك قيمتي، وما استحقه، أنا بنتُ المحيط، أتُدهِشُني كُدرة المستنقعات؟.
اتعافى برغبتي الجامحة بالحياة، والإلمام بكافة تفاصيلها ومقتضياتها، أحلّق وقد عرفتُ الجمال الكامن، والبقاء المُستدام، وحقيقة أننا راحلون، وخيار العَيش السليم عائد لنا.
اتعافى بالظنون السليمة، والحب الدائم، الذي لا تشوبه منعطفات خطِرة، تأكُل فرحي وتُغذّي قلقي.
أتعافى بالرفقة التي تقودني دومًا لخير، وتخاف عليّ من نَفسي وأثر الحطام، أتعافى بالإدراك الأعظم، ألا بأس بالخطأ الذي يقود إلى الصواب، أتعافى وأنا أدرك من أنا، وما الذي قادني إليه الخطأ، ومن هنا، تنطلق شرارة محبتي لأخطائي، ولي.
سامح نفسك، لتتعافى، لتُحبها وتدرك الوجه الأجمل الذي ولد من أخطائك، سامحك..