الله رحيم بعباده.

قد يسوق إليك قدرا يبكيك ساعة لئلا تبكي بعدها دهرا،
قد يسوق إليك تأخيرا لأمر سنة لئلا تتوقف بعدها الخيرات عنك دهرا،
قد يأخذ منك مقدار حبة من خردل من رزق ليغمرك بمداد البحر أجرا،
قد يذيقك ألم الوخشة ليلا ليفتح على قلبك بابا للأنس به لاينقطع سرمدا،
قد يباعد بينك وبين ماتمنى قلبك حينا ليختبر صبرك فيتركه لك أبدا ،
قد يقطع عنك رسائله أمدا ليأتي به أجرا ،قد يتركك تنادي طويلا ظانا أن صوتك لاصدى له عنده لتطيل النداء فيزداد الدعاء فيعظم العطاء ،
قد يكتب عليك قدرا لم تتصور أن يكتبه عليك يوما لأنه يخبئ لك بعده رزقا لم تتوقعه أيضا،
قد يقطع أسبابك جميعها فتظنه يعجزك وهو الذي يرفعك لدرجة المظطر فيجيب حينها دعاءك ويلبي حاجتك ،
قد يتركك لأيام تأكل جدران قلبك يأسا دون إجابة لأنه يعلم مدى حلاوة الجبر بعد اليأس من النصر فيكتب لك أجر الصبر وحلاوة الجبر،
قد يراك نائما قانطا من رحمته ساخطا على قدره ثم يوقظ عبدا صالحا من عباده في ثلث الليل يذكرك فيدعو لك غيبا ،.

فلا تيأس من رحمة الله ولو ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وأحسن الظن بربك تجد خيراً كثير،.


اللهم لا تدخل اليأس الى قلوبنا ،ولا تجعلنا من القانطين من رحمتك.​

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ