الموضوع: السقا المكي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2018, 11:36 PM   #1
[IMG]https://www.raed.net/img?id=206030[/IMG]


الصورة الرمزية صقر الجزيره
صقر الجزيره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18
 تاريخ التسجيل :  Apr 2010
 أخر زيارة : ()
 المشاركات : 46,656 [ + ]
 التقييم :  39333
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : فارغ
افتراضي السقا المكي





كان أهل مكة قديما يعتمدون اعتمادا كليا على «السقائين» في توفير المياه لبيوتهم،
لصعوبة تضاريس مكة المكرمة الجبلية،
إذ يلزمهم النزول إلى الآبار المحيطة بالحرم ونقل المياه منها إلى أعالي الجبال
ما يصعب على النساء والصغار وكبار السن، فكان لزاما إيجاد حل بديل لتلك المعاناة
انعدام محطات وشبكات المياه صنع «للسقا»
مهنة سيادية لم يكن ليحظى بها في ظل توافر المياه عبر شبكات الري والتحلية الموجودة هذه الأيام،
فشرف المهنة مقترن بأهميتها لدى المستفيدين منها،
والماء هو صمام الحياة وشريانها ولا يمكن الاستغناء عنه للحظة من اللحظات،
ما جعل «السقائين» جزءا لا يتجزأ من البيوت المكية التي يمدونها بالماء في كل وقت،
وتعد مهنة «السقا» من المهن والوظائف المهمة في عصر الخلفاء والولاة المسلمين منذ الفتح الإسلامي،
وكان للسقائين شيخ طائفة وأماكن للتجمعات وأخرى للسكن
ويستخدم السقاؤون المكيون في حمل الماء عربة صغيرة تحمل برميلا مليئا بالماء من إحدى الآبار
المنتشرة حول الحرم في ذلك الوقت ليقوم بتوزيعها على البازانات الموجودة
داخل البيوت لاستقبال الماء الذي يجلبه السقاؤون،
كما أن البعض الآخر يحمل على كتفه عودا يحمل تنكتين من المياه على طرفيه،
وتسمى عند المكيين «الزفة»
ويستخدمها من لا يستطيع توفير العربة أو الحيوانات التي تجر العربات بواسطتها بين جبال مكة
ولم يقتصر دور السقائين على حمل المياه وتوصيلها للمنازل، بل لعبوا دورا كبيرا في إخماد الحرائق،
إذ كانت تؤخذ عليهم المواثيق بالاستنفار للعمل في حال دعت الحاجة إليهم ليلا أو نهارا،
فكان هؤلاء السقاة يهرعون إلى إخماد نيران الحرائق،
فإذا شب حريق في مكان ما،
أسرعوا بقربهم وبراميلهم، وأعانهم في ذلك كل من كان عنده وعاء
يمكن أن يستفاد منه
قال أستاذ التاريخ الحديث بجامعة أم القرى الدكتور يوسف الثقفي
«كان الناس في السابق بحاجة إلى خدمات السقائين لعدم توفر أي طرق بديلة لجلب المياه
وتوفيرها لسكان مكة في تلك الفترة ولكن بعد التطور الحاصل في شبكات المياه وتحليتها
لم تعد الحاجة إليهم كما كانت من قبل موضحا أنهم كانوا يقومون بجهود جبارة
في توفير الماء وإيصاله للمنازل في جميع أنحاء مكة المكرمة»
وفي السياق ذاته يقول الكاتب الدكتور فائز جمال: درج أهل مكة قديما على استعمال السقائين
في تنظيم عملية إيصال المياه
من الآبار وتوزيعها للمنازل في تلك الفترة،
أما الآن وقد أصبحت المياه متوفرة في جميع أطراف مكة بجبالها وأوديتها فلم تعد الحاجة لتلك المهنة،
علما بأنها موجودة في موسم الحج ويقوم بدورها مكتب الزمازمة الموحد
الذي بدوره يوفر ماء زمزم لمساكن الحجاج في جميع أنحاء مكة المكرمة
وطوال فترة الموسم حتى يغادروا مكة وهم لا يستخدمون في شربهم
سوى ماء زمزم الطاهر

منقول


 

رد مع اقتباس