الموضوع: النفس المطمئنة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-06-2021, 09:21 PM
نـَغمَـة سَـاهِـيـه غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
عيدية حساسَ 2024 وسام الوطِني 93 (نحلم ونحقق) عيدِِيةَ حساسَ/ وكُل عامَ وأنتمَ بخير وسام إحتراف ريشة 
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 1143
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » 04-24-2024 (04:39 AM)
آبدآعاتي » 160,687
الاعجابات المتلقاة » 4949
 حاليآ في » بيَن مٌنتديَات حسآسَ ♪
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  female
آلقسم آلمفضل  » التصميم والجرافيك ♡
آلعمر  » بينَ(البَراءةَوالإتزآنَ)
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » نـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond reputeنـَغمَـة سَـاهِـيـه has a reputation beyond repute
مــزاجي  »
مشروبك   7up
قناتك
اشجع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي النفس المطمئنة











الحمدُ لله خلق النفس فسواها، وألهمها فجورها وتقواها، وأشهد ألا إله إلا الله وحده
لا شريك له رب الخلائق ومولاها، وأشهد أن محمدًا أزكى البرية وأتقاها، صلى الله وسلم
عليه وعلى آله وصحبه ما بزغت شمس بضحاها..

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله؛ ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 278].
أيها المؤمنون!
طيب حال النفس إنما يكون بقدر ما قام فيها من طمأنينة، تسكب فيها السكينة
والهدوء والاستقرار. وذاك الحال أبلغ حال تصل النفوس إليه. فما حقيقة تلك الطمأنينة؟
وما أثرها على النفس؟ وما سبل تحصيلها؟

النفس المطمئنة – كما قال ابن القيم -: نفس قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره وذكره
ولم تسكن إلى ما سواه، فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه
وخبره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى التصديق بحقائق أسمائه وصفاته
واطمأنت إلى الرضى به ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، واطمأنت إلى قضائه وقدره
واطمأنت إلى كفايته وحسَبِه وضمانه، فاطمأنت بأنه وحده ربها وإلهها ومعبودها ومليكها
ومالك أمرها كله، وأن مرجعها إليه، وأنها لا غنى لها عنه طرفة عين!

أيها المسلمون!
متى حلت الطمأنينة في ربوع القلب ترقّى صُعُدًا في معراج الإيمان السامقة
كما قال الله – تعالى -: ﴿
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4]
وبالطمأنينة اطراد العبودية وغدق الخير في معاصيف الحياة ومباهجها
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» رواه مسلم.
وبطمأنينة القلب استجلاء الحقائق عند اشتباه الأمور، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:
" الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ
وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْك " رواه أحمد وحسنه النووي.
وطمأنينة النفس وسكينتها تكسب القلب القوة والشجاعة وترشد إلى حسن التصرف

في أحلك الظروف، كما قال تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 9 – 11].
بل تهديه تلك الطمأنينة إلى قول الحكمة والصواب، كما قال ابن عباس – رضي الله عنهما -:
" كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه".
والطمأنينة غنى متى حل في القلب لم يفتقر أبدًا، قال حاتم الأصم:

" التوكل طمأنينة القلب بموعود الله تعالى، فإذا كنت مطمئنا بالموعود استغنيت غنى
لا تفتقر أبدًا ". وبتلك الطمأنينة تطيب الحياة وتزدان ويطيف بها السرور وإن برّحتها الآلام
يقول الله – تعالى -: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ
﴾ [الرعد: 28 ، 29] قال ابن عباس: " فرح وقرة عين ".

قال يحيى بن معاذ: " لم أجد السرور إلا في ثلاث خصال: التنعم بذكر الله، واليأس

من عباد الله، والطمأنينة إلى موعود الله – يعني: في الرزق - ".
ومنتهى الفرح الدنيوي للنفس المطمئنة يكون ساعة الاحتضار المريح حين يقال لها –
كما جاء في حديث البراء بن عازب -: " اخرجي أيتها الروح المطمئنة! اخرجي إلى مغفرة

من الله ورضوان، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء " رواه الحاكم وصححه ابن القيم.
وما تزال تحف البشائر تتوالى على رحاب تلك النفس المطمئنة حتى تبشر بالرضا من الله عليها

وبرضاها عن جزاء الله يوم الدين لها وهي ترجع إلى الأجساد التي عمرتها بالعبادة في الدنيا
لتساق وفود المتقين إلى الرحمن وجنته، ﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي
﴾ [الفجر: 27 - 30].

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم











 توقيع : نـَغمَـة سَـاهِـيـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس