فى قراءته لتفسير قوله تعالى
«وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء
ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين»..
يقول الدكتور محمد حسن سبتان وكيل كلية
الدراسات العليا بجامعة الأزهر:
عندما تمر الريح فتهتز النباتات ليرسل لها الله
العلى العظيم فى كل ريح «لواقح» يعنى:
حوامل مفردها لاقح. ومن بلاغة القرآن
الكريم حذف مفعول «لواقح» لتذهب النفس
فيه كل مذهب فيحتمل أولا: الريح تحمل
السحاب بقدرة الله تعالى قال ابن منظور:
لواقح أَى حوامل جعل الريح لاقحاً لأَنها
تحمل الماء والسحاب وتقلبه وتصرفه ثم
تستدره بإذن الله لها.

ويصور لنا ذلك قوله تعالى:
«وهو الذى يرسل الرياح بشراً بين يدى
رحمته حتى إِذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه
لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات»..
والريح تحمل لقاح النبات وتنقله من الشجر
الذكر إلى الأنثى ووجد هذا المعنى فى
المدلول العلمى عند علماء النباتات
«التلقيح الريحى» «سبحان الذى خلق
الأزواج كلها مما تنبت الأرض
ومن أنفسهم ومما لا يعلمون»،
وكان عبدالله بن عباس من أسبق
المفسرين بالجمع بين الاحتمالين قائلا:
«لواقح» للشجر والسحاب..
ومن عظيم صنع الله فى التلقيح بين الذكر
والأنثى أن جعل التلقيح على نوعين نوع
مشاهد ونوع غيبى، أما المشاهد فهو النخل
يقوم به الإنسان بنفسه يدويا كما صوره
ابن منظور قائلا: وألقح النخل بالفحالة،
وأما الغيبي: يعلمه علام الغيوب -
فعن طريق انتقال الحشرات بين النبات
الذكر والأنثى أو هبوب الرياح، فسبحان الله
الذى أسند هذا الفعل لذاته المقدسة
«وأرسلنا الرياح» قالوا: وهو ضرورى
فى عملية الإخصاب
وخاصة النباتات الطاردة للحشرات.
وقد ذكرت الموسوعة العالمية:
للرياح دورا مهما فى عملية نقل اللقاح
فى النباتات التى تفتقد الأزهار ذات
الرائحة والرحيق والألوان الجاذبة للحشرات،
حيث تقوم الرياح بنشر اللقاح على
مسافة 80 كيلو مترا ويتم التلقيح الأنثوى.
ومن النباتات التى تعتمد على التلقيح
الريحى شجر الصنوبر والبندق والسنديان.
وجاء فى الموسوعة البريطانية
أن لتسهيل التعرض للريح تزهر الزهرة
غالبا قبل نمو الأوراق فى الربيع
وقد تنمو الزهرة فى أعلى الشجرة
أو النبتة.



دعواتكم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ