عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-05-2020, 05:02 PM
أم مروة غير متواجد حالياً
اوسمتي
عنوان الوفاء وسام الحضور المميز رمضان3 الالفيه 1 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 1339
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 12-03-2020 (01:28 PM)
آبدآعاتي » 2,192
الاعجابات المتلقاة » 408
 حاليآ في » أرض الله
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامى ♡
آلعمر  » Sony
الحآلة آلآجتمآعية  » ارملة ♔
 التقييم » أم مروة is a splendid one to beholdأم مروة is a splendid one to beholdأم مروة is a splendid one to beholdأم مروة is a splendid one to beholdأم مروة is a splendid one to beholdأم مروة is a splendid one to beholdأم مروة is a splendid one to behold
مــزاجي  »
مشروبك   7up
قناتك
اشجع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سورة لقمان وآداب الحوار مع الأبناء



أغلب المشاكل التي تواجه الأسرة اليوم هي افتقارها للحوار، وانعدام النقاش بين أفرادها، فالأب لا يجلس مع أبنائه إلا السويعات القليلة في اليوم، والأم مشغولة في عملها أيضًا، والأبناء حيارى لا يجدون من يسأل عنهم أو يحاورهم، فيكبرون وتكبر معهم المشاكل، وتترسخ فيهم الأنانية، وقد يفعلون أشياءَ لا يعلم عنها الآباء لانعدام العلاقة وانقطاع الرابطة بينهم منذ الصغر، ولو أن الآباء خصصوا قليلًا من وقتهم في الجلوس مع الأبناء وحوارهم في أمور حياتهم، والتقرب إليهم لتجاوزوا كثيرًا من الأزمات، وحلُّوا كثيرًا من المشاكل التي تقع بينهم، فالحوار مهم جدًّا في الحياة الزوجية والتربية الأسرية، يحتاجه الكبير والصغير، ويرغب فيه جميع الأفراد، وقد جاء أسلوب الحوار مبثوثًا منثورًا في القرآن الكريم، فقد حاور الله تعالى الملائكة عندما أراد خلق آدم في سورة البقرة، ليبيِّن لنا سبحانه أن الحوار هو الذي أوجد بني آدم، فينبغي أن يكون هذا منهج لهم في الحياة، يستخدمونه إذا وجد هناك تنافر في وجهات النظر، أو بعض المشاكل التي تنقص الحياة، وقد جاء الحوار أيضًا في سورة الكهف التي نقرأها كل يوم جمعة؛ لينبه الجميع لأهميته، ويذكِّرهم به كل أسبوع، ويعرض عليهم الحوار الذي دار بين كافر غني يتفاخر بماله وولده، ومؤمن فقير ليس لديه ما يملِك صاحبه الكافر؛ حيث بدأ الحوار بقول الكافر: ﴿ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34]، فالكافر يحاور المؤمن مغترًّا بجاهه وماله، ونفره وولده، وجاءه الرد من المؤمن بقوله: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37]، ناصحًا ومذكرًا، كيف تكفر بالله الذي أوجدك وأنعم عليك، وأعطاك من النعم ما ليس لك بها يد، آخر القصة التي ذكرها ربنا سبحانه وتعالى، وورد الحوار أيضًا في سورة المجادلة عندما جاءت خولة بنت ثعلبة تشكو زوجها أوس بن الصامت إلى النبي عليه الصلاة والسلام عندما ظاهر منها وجعلها محرمة عليه مثل أمة: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1]، وتمام القصة وحوارها مع النبي عليه الصلاة والسلام منقول محفوظ.

ولكن استوقفني ذلك الحوار الأبوي الراقي، الذي ذكرة ربنا لنا في سورة لقمان، وهو يحاور ابنه، ويعلمه تلك الوصايا العظيمة، على شكل حوار فيه كثير من معاني المحبة والرفق والتودد من لقمان لابنه وهو يعظه، وينبهه على مهمَّات الأمور وأجلِّ الوصايا، وهكذا هي أساليب التربية مع الأبناء إذا غُلفت بغلاف الحب والرفق أثمرت ذلك الانقياد والالتزام، أما إذا كانت مجرد كلمات لا يشعر معها الابن بالحنان والحب، فإنه سرعان ما ينساها أو يحاول التفلُّت منها؛ لأنها خرجت من قلب موحش وبأسلوب خاطئ، ولنتأمل معًا هذا الحوار الودي الأبوي البديع؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ ﴾ [لقمان: 13].

بدأ هذا الحوار بين الأب والابن بأسلوب النداء:
يا بني، وهذه الكلمة من الكلمات التي تقرب الابن إلى أبيه، وتحبِّبه إليه، وتشعره بالأمان، وقوله: ﴿ لابنه ﴾؛ أي: إنه يقصده هو ذاته، وليس شخصًا آخر بهذه المواعظ والنصائح الثمينة، وقوله: ﴿ وهو يعظه ﴾ يدل على أنه اختار الزمان المناسب للوعظ والإرشاد، وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يتخول أصحابه بالموعظة خشية السأم والملل، ثم لَما تهيأت النفس لاستقبال النصيحة والموعظة بدأ بالموعظة الأهم، والوصية الكبرى في الحياة وهي قوله تعالى: ﴿ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وهي الوصية الأولى بألا يشرك بالله تعالى شيئًا، والأمر بعدم الإشراك بالله يستلزم منه ضده وهو التوحيد، فكان لقمان أول أمره قد أمَر ابنه بتوحيد الله تعالى؛ لأنه الغاية التي أرسل الله من أجلها الرسل، وأنزل الكتب؛ يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، ولعله علِم أنه سيرد سؤال على الابن: لماذا تأمرني بعدم الإشراك بالله يا أبي، فجاء بالتسبب الذي من أجله أمره بعدم الشرك، فقال: (إن الشرك لظلم عظيم)، تعليل للأمر بعدم الإشراك، إنه لو أشرك فإنك تظلم نفسك غاية الظلم وأعظمه؛ إذ كيف تسوِّي مخلوقًا ناقصًا بالإله القوي القادر الغني سبحانه.

ثم أعقبه بالوصية الثانية بعد التوحيد بالله وعدم الإشراك به، وهي قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15] ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15]، بعد أن انتهى لقمان من بيانه لابنه أعظمَ أمر يجب عليه وهو التوحيد، والابن لا يزال مُنصت لأبيه، أعقبه بالحوار بينه وبين ابنه إلى وصية مهمة، وهي الوصية بالوالدين والبر بهما، فطاعة الوالدين تأتي بعد التوحيد؛ لِما لها من منزلة عظيمة في الإسلام، وقد جاءت كثير من الآيات بالوصية بالآباء وبرهما، والتحذير من عقوقهما، وخصوصًا عند كِبرهم، وكأنَّ لقمان يجيب على تساؤل قد يخطر على بال ولده، وهو أيهما أعظم حقًّا الأم أم الأب، ولماذا يجب عليَّ أن أُطيعهما وأبرهما، فأجابه أن كليهما لا بد من برهما، ولكن الأم حقها أعظم لتكبُّدها مشقة الحمل تسعة أشهر، ومكابدتها ألم الحمل والولادة والمخاض، فأنت قد غُذيت من لحمها، وأكلت من جسدها الهزيل، وشاركتها كل عناصرها الغذائية حتى أضعفتَ جسدها، ورق منها عظمُها، لذلك هي تحتاج إلى عناية أكبر، وبر أعظم، ومما يدل على عظم حق الأم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه بقوله: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال:
ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك).



 توقيع : أم مروة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس