فوائد البخار للجسم




يكون حمّام السونا في حجرة خشبيّة تكون الحرارة فيها جافّة، وقد ترتفع إلى 80 درجة مئوية. ويخصِّص عدد كبير من المعاهد الخاصّة بالعلاج المائي ومراكز العناية حجرة لهذا الغرض. لا يتطلّب تجهيزها مساحة كبيرة، ويمكنكم تركيب واحدة في منزلكم (إذا كنتم تستطيعون تحمّل كلفتها طبعاً).

يختلف الأمر بالنسبة إلى الحمّام البخاريّ. تعني كلمة «حمّام» الماء الساخنة، وهي تشير في الوقت نفسه إلى المكان والشعائر المعتمدة. من الصعب تجهيز حمّام بخاريّ في المنزل، إلا إذا كنتم تعيشون في قصر. يتألّف الحمّام البخاريّ الحقيقيّ من ثلاث صالات على الأقلّ: صالة استراحة، صالة فاترة على حرارة 38 درجة مئوية، وغرفة بخار ترتفع فيها الحرارة إلى 45 درجة. تحمل الصالة الأخيرة أيضاً اسم حمّام. ويجب تخصيص مساحة كبيرة بما يكفي لكلّ صالة للتحرّك بحرية في المكان.

منافعه الصحّية

يزيل سموم الجسم: تتيح الحرارة والبخار التخلّص من المواد السّامة الموجودة في الجسم. تتزايد سرعة الدورة الدموية وتنشط عمليات التبادل من جديد.

يسكّن الألم: للحرارة أثر مسكّن للألم ودور في معالجة الأوجاع العضليّة.

يقاوم التوتّر النفسيّ: يمكنكم جميعاً الاستفادة من حمّام ساخن أو حمّام سونا، شرط أن تتحّملوا حرارة المياه وألا تكونوا مصابين برهاب الأماكن المغلقة، إذ تكون الأماكن المخصصة لهذا النوع من الحمّامات مقفلة والحجرات صغيرة أحياناً.

تجربة فريدة

يشير مدير أحد المعاهد الخاصة بالعلاج المائيّالى أنّ الحمّام البخاريّ مستوحى من حمّامات الحمى الرومانية. كان يوليوس قيصر يرسل جنوده ليتعالجوا في المياه الساخنة. إنها مفيدة جداً للاسترخاء وللأوجاع المرتبطة بالاعتلال المفصليّ.

يقصد المرضى هذه الأماكن بحثاً عن تجربة فريدة. ليس الحمّام البخاريّ الفعليّ مكاناً نختبره بسرعة، بل يجب أن نأخذ وقتنا كلّه لنسترخي في الوضعيّة المناسبة. إنه مكان تعايش واسترخاء. يختلف الأمر تماماً عن الذهاب إلى صالة الرياضة. ما من منافسة هنا، إذ لا يتعلّق الأمر بمعرفة من هو الأنحف أو الأجمل. لا ينظر أحد إلى الآخر ولا يقارن نفسه مع الآخرين. إنه لأمر مريح!

تطهير البشرة

يؤكّد الاختصاصيّون أنّ الحمّام البخاريّ، من دون فرك الجسم، لا يفيد بشيء. حين تتنفّس البشرة تنشط وظيفتها لتتخلّص من الخلايا الميتة، لكن من دون نزع هذه الأخيرة فهذا يعني حرمان البشرة من قدرتها الكبيرة على «إجلاء» تلك الخلايا من الجسم. تساهم الحرارة والبخار في زيادة سرعة عمليّة التخلّص من الخلايا الميتة: فتنتفخ على سطح البشرة وتبدأ بالانقشار عن الجلد.

وكي تدوم منافع الحمّام البخاريّ لوقت طويل، لا بدّ من الخضوع لجلسةٍ مماثلة مرةً شهرياً. فخلايا البشرة تتجدّد كلّ 28 يوماً. يساهم الخضوع لهذه الجلسة المخصّصة للتخلّص من سموم الجسم، مرةً شهرياً، في احترام مسار الجسم الطبيعي. لكن لا شيء يمنع من الخضوع لها بشكل مكثّف.

عملياً، تبدأ العمليّة بالصابون الأسود الذي يزيل الدهون من البشرة، وهو المادّة المناسبة لفركها. إنه صابون طبيعيّ يُستخرَج من كلّ ما يتبقّى بعد صناعة زيت الزيتون، من أنابيب مسحوقة مخلوطة مع مساحيق تنظيف طبيعية، وغالباً ما يُقدَّم على شكل عجين. بعد تنفيذ هذه العمليّة، توجّهوا إلى الصالة الفاترة حيث يمكنكم البقاء لنصف ساعة على الأقلّ في غرفة تبلغ حرارتها 38 درجة. ثم يحين وقت صالة البخار الساخنة جداً حيث يمكنكم البقاء طوال المدة التي تحتملونها. كذل
ك بإمكانكم التنقّل بين الصالتين بحريّة: استرخوا ودعوا الجسم والرأس يَفْتُران. هل البشرة جاهزة لعمليّة الفرك؟ عبر فركها برؤوس الأصابع، تحت الذراعين أو الفخذين، تنقشر الخلايا الميتة من تلقاء نفسها تقريباً، وتعيد إنتاج جلد جديد. في هذه الحالة، يُمرَّر القفاز المستعمل لفرك البشرة على كامل الجسم. هذا هو صلب العمليّة! يمكنكم الاستفادة من علاجات «نموذجيّة» أخرى للعناية بالبشرة في الحمّام البخاريّ، كالتدليك بزيت اللوز. بعد الانتهاء، نضمن لكم بشرة ناعمة كبشرة الأطفال.