عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-04-2019, 08:00 PM
روح .. ❥ غير متواجد حالياً
اوسمتي
الالفيه 3 وسام تاج الإداره شكر وتقدير وسام بداية مشوار 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 1317
 جيت فيذا » Sep 2019
 آخر حضور » 04-03-2020 (05:09 PM)
آبدآعاتي » 3,409
الاعجابات المتلقاة » 366
 حاليآ في » ..........
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »  male
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » روح .. ❥ will become famous soon enoughروح .. ❥ will become famous soon enough
مــزاجي  »
مشروبك   7up
قناتك
اشجع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الصبرُ مِلاكُ الأمر



اعلَم أيها الموفَّق أن دنيانا هذه دارُ بلاءٍ وامتحان، المشقةُ فيها قاعدة، والراحةُ فيها سويعاتٌ بائدة، لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ، الصبرُ مِلاكُ الأمر، واليأسُ والقنوطُ خسارٌ وحُبوط، فـ﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

قد تتناهَشُك الهمومُ والغمومُ، وتُواعِدُك الأحزانُ في كثيرٍ من الأحيان، وسبيلُك هو الصبرُ على الأمرِ، ولن تبلغَ في صبرك - مهما نالَك - صبرَ خيرِ البشر: نوح وموسى وأيوب، ونبينا محمد عليهم أفضل الصلاة والتسليم؛ إذ جاءتهم المصائبُ مِن كلِّ جانبٍ في السنوات الطويلة، وأُوذوا فصبروا، فارتفعوا عند الله سبحانه، ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24].

أيها المُبْتلى، مَن حدَّثك أن كلَّ همٍّ زائلٌ، وكلَّ كربةٍ أصابتك ستنفرج في هذه الدنيا، لم يَصْدُقْك القولَ؛ إنما قد تبلُغُ النصرَ والفرجَ في هذه الدنيا وقد يفوتُك، ولكن ثوابُ الله خيرٌ لمن آمنَ؛ فإن مصائبَ الدنيا كفاراتُ الآخرةِ ورِفْعَتُها؛ فالزَموا الصبرَ في كل الأمور، رُوينا في الصحيحين أن عائشة رضي الله عنها زوجَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تُصيب المسلم إلا كفَّرَ اللهُ بها عنه، حتى الشوكة يُشَاكُها».

وإن المصائبَ النازلةَ على العبادِ على نوعين: عامةٌ وخاصة، فالعامَّةُ ما يَشِيعُ أثرُها وتَعُمُّ المجتمعات، والخاصةُ ما يَنزِلُ بالمرءِ وحدَه مِن أسقامٍ وأحزان ونحو ذلك، والمصائبُ العامةُ أعظم وأكبر، والصبرُ فيها أكثرُ ثوابًا وأجرًا.

والمصائبُ أيضًا تأتي على العبد في دِينه، وتأتي عليه في دنياه، وأعظمُ المصابِ مُصابُ العبدِ في دِينه الذي هو سبيلُ نجاته، والصابرون على ما يَنالُهم في أمرِ دينهم، هم أعظمُ الصابرين ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75]، وجاء في حديثٍ أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن من ورائكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيهنَّ مثلُ قَبْضٍ على الجمر، للعامل فيهنَّ مثلُ أجر خمسين رجلًا يعملون بمثل عمله».

وذلك أن الشُّبهات والشهوات تتخطفُ العبادَ من كل جانب، وتأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم؛ فمدافعتُها فيها شدةٌ عظيمةٌ لتكاثُرِها على الناسِ، وللصبرِ على مِثلها ألم كألَمِ القبضِ على الجمرِ، يُوشِكُ القابضُ عليها أنْ يُفلِتَها لولا استعذابُه العذابَ والصبرَ في سبيلِ اللهِ تعالى؛ لاستيقانِه عِظمَ الثوابِ وحُسنَ المآلِ؛ جعلنا الله وإياكم من الصابرين، وإن مِن خيرِ ما يُدافِعُ به المرءُ مصائبَه: النظرَ إلى مَن هو دونه، ومَن هو أشدُّ منه كربًا، كما جاء معنى هذا في بعض الأحاديث.

ومَن قرأ كتابَ اللهِ وأعطاه حقَّه في تدبُّرِ قصصِه، وجدَ فيه مِن التثبيتِ ما يربط على القلوب ويزيدُ على الكفاية؛ فاقرأ مصابَ النبيين، ومصابَ أصحابِ الأخدود، ومصابَ الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، ومصابَ الذين قُطِّعت أيديهم وأرجلهم من خلافٍ وصُلِّبُوا، ومصاب غيرهم من المؤمنين الصابرين الثابتين، واعقِلْ ما أعدَّه الله لهم ولمن سار على خطاهم ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، والمرءُ لولا الصبرُ خاسرٌ دِينَه ودنياه وآخرتَه.

ومِن أبوابِ المصابرةِ أن يَستغرقَ العبدُ في تأمُّلِ إحسانِ اللهِ إليه، ويتفكرَ في النِّعمِ التي أولاه اللهُ تعالى إياها؛ فيَشكُرها حقَّ شُكرِها، ومَن اشتغل بالشكرِ عن الالتفاتِ إلى المصائبِ، بَلغَ من درجات الكمال أعظمَ مبلغ، ولك أسوةٌ في النبيين ومَن اتَّبعهم مِن المحسنين الذين يُحيون ليلَهم صلاةً، ويَملؤون أوقاتهم عبادةً وذكرًا، فإن لذتهم بالطاعة وشكر الله تعالى أَنستهم مصائبَ الدنيا وهمومَها، فغدَوا في جنةٍ وسطَ جحيمِ مَن حولهم من الناس.

جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إن أفضلَ عَيشٍ أَدركناه بالصبر، ولو أن الصبرَ كان مِن الرجال كان كريمًا"، وعن علي رضي الله عنه أنه قال وهو يرفع صوتَه: "أَلَا إنه لا إيمانَ لمن لا صبرَ له"؛ فاعلَموا رحمكم الله أن أفضلَ العيشِ يُدرَكُ بالصبر، وأنْ لا إيمان لمن لا صبر له"؛ [الصبر لابن أبي الدنيا]




 توقيع : روح .. ❥

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس