عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2019, 07:21 PM   #1


تعآليت بك♕ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1062
 تاريخ التسجيل :  Mar 2018
 أخر زيارة : ()
 المشاركات : 21,292 [ + ]
 التقييم :  13330
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon
النبي الصادق صلى الله عليه وسلم



التعريف بالصدق:

الخبر الصادق: هو الخبر المطابق للواقع.

والخبر الكاذب: هو الخبر المخالف للواقع.

ولا يوصف الإنسان بالصدق، إلا إذا التزم الصدق ولم يجرَّب عليه الكذب.

وقد وجَّه القرآن الكريم إلى التزام الصدق. فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾[1].

وعندما عدد القرآن الكريم الذين أعدَّ الله لهم المغفرة والأجر العظيم، كان من جملتهم: ﴿ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ﴾[2].



الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:

عرف النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق، قبل البعثة وبعدها. وكان ذلك أمرًا معروفًا في مكة قبل البعثة، يعرفه الصغير والكبير.


ولذلك لما نزل عليه الوحي للمرة الأولى، قال لخديجة رضي الله عنها: "لقد خشيت على نفسي" وأخبرها الخبر. فقالت خديجة: كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدًا، فو الله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق[3].


وهكذا سجلت خديجة هذه الحقيقة التي يعرفها كل أهل مكة، وذلك قبل النبوة، وفي مقدمة ما ذكرت: صدق الحديث.


وقد اتهمه أهل مكة بالجنون والسحر، ولكنهم لم يتهموه بالكذب، وإنما كان تكذيبهم لما جاء به، وقد سجل القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله:

﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾[4].



وقد شهد أعداؤه من الكفار بصدقه:

ففي حديث أبي سفيان قبل إسلامه عند هرقل، وقد سأله هرقل فقال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان: قلت: لا.


ثم قال هرقل: وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله[5].


ولقد بلغ من تصديق الكفار له، أنهم كانوا يصدقونه بكل ما يقول، حتى ولو كان أمرًا مستقبلًا لم يحدث بعد.


أخرج البخاري عن عبدالله بن مسعود قال: "انطلق سعد بن معاذ معتمرًا، فنزل على أمية بن خلف. وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد. فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس، انطلقت فطفتَ.


فبينما سعد يطوف، إذا أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنًا، وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم فتلاحيا بينهما.


فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي.

ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام.

قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك وجعل يمسكه.

فغضب سعد فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدًا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك.

قال: إياي؟

قال: نعم.

قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث.

فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدًا يزعم أنه قاتلي. قالت: فو الله ما يكذب محمد.."[6].


وهكذا يحدث سعد بن معاذ عن أمر مستقبل قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن من أمية وزوجته أي تردد في تصديقه تصديقًا تامًا، بل إنه أخذ من نفسه مأخذه، ففزع لذلك فزعًا شديدًا، كما في الرواية الثانية[7].

/
أ. صالح بن أحمد الشامي


 

رد مع اقتباس