ذاك طفل اعتاد يرسم بقلمه الرصاص
في حصة الرسم اشجار خضراء
جدول ازرق وبيت صغير
ربما رسم جبل قاتم
خلفه شمس مشرقة
وطيور بالسماء تطير
أحلامه بسيطة .. ضحكاته بريئة
رؤيته للأفق قريبة
و رسوماته فيها تعبير
في يوم آخر رسم ذات الصورة
زاد فيها كوخا آخر
وغيمة كيوم عاصف مطير
لكن يد الشر عبثت بعقل الوليد
وحطمت قدم القبح الأشجار
وأحالت البراءة عنفا
وقررت لتلك النفس المصير
كسرت قلم الرصاص
وأبدلته ببندقية قناص
نزعت البراءة وغرست بالقلب خبثا
ليغدوا مثلهم حاقدا شرير
فاشتد ساعده وتناجوا بينهم
ان هذا مطلبنا وضالتنا
وسيغدو بعد حينا لغم خطير
ندسه بين الأبرياء
ثم ننسفه نسفا فنرى الأشلاء تطير
رسموا لوحات من الدماء والدمار
وذبحوا براءة الطفولة
وقتلوا الصغير والكبير
أبهجهم ذاك المنظر ...
أب يحمل بيديه لصغاره الحلوى
أم ترضع وليدها
وعجوز هرمة لحفيدها تشير
عامل غدا في الفجر يطلب رزقه
مودعا أبنائه وزوجه
على الموعد بالمساء يعود يسير
مزقت أطرافه بغير ذنب
وفي عينية الم وحسرة
انه اخلف وعده وود انه إليهم يطير
أحالوا العالم دمارا
وبراءة طفلا كان بالأمس يرسم
أحلاما وآمالا ويزهو بالأثير
ونفوس موءودة قتلت
واغرقوا العيون دموعا
وروعوا الآمنين بغيضهم
من اجل شيطان سول لهم
فأطاعوا بجهلهم ذلك الخنزير
من وحي قلمي...