كم هى غريبة هذه الدنيا على قدر ما تأخذ فأنك تجزم في داخلك انها لن تعطيك ولكن حين تمد اليك بالعطاء فأنها في الغالب تجزل اليك وتمنحك مالم يكن بالحسبان ... لذا لابد لنا دائما من التمسك بالامل والاحساس بالفرج القريب ..
نعم ..كانت هناك في الماضي احببتها واحبتني وطوينا اسعد ايام عمرنا بأجمل الذكريات الحميمه ولكن القدر لم يتوانى من هدم ذاك الكيان الجميل لترحل بعيدا بلا عنوان لاعيش وحيدا بين احضان الوحده والاحزان....
وفي ذات مساء تلاشت تلك الاحزان التي كانت تمزق احشائي...
وخيوط البؤس التي قد لفت حبائلها ومن شركها كنت اعاني ..
ومتزجت دموع الفرح بعبارات الشوق الذي هد كل كياني..
وتعانقت لحظات السعادة بنظرات وابتسامات وعتاب في المحاني
اتت على غير موعد ...مع اختلاف في المكان والزمان
اتت والصدفة ابلغ من ان تحسب بالساعات والدقائق والثواني
اطلت بوجهها الوضاء كبدر ساطع قد أنار بسناه كل الاكوان
جاءت تتهادى فتفرق الحشد تفسحا لاميرة حلت ذاك المكان
اقبلت والجمع يلفه صوت صاخب وضجيج يخترق الاذاني
ويعتريه تلاطم كموج البحر يزمجر فيطيش كما الغلماني
وعيون تتبعها بحرقة تكاد تفتك بالحديد وتحيل البساتين الى قيعان...
ويحي..
توشك افراحي ان تنتهي او تبدأ من جديد ذاك سؤال تبادر في وجداني ؟
تصلب عودي فلم اقوى على الحراك ولم ادري ماذا دهاني ؟
في لحظات الغفلة تاهت افكاري وتلاشت بصيرتي وكنت اللبيب المتفاني
وفي شرودي ذاك لامست كفي انامل كالحرير وشتممت عطرا ولج القلب والشرياني
فتفتحت مداركي وابصرتها حقيقة ليس نسج خيال او هذيان
واخيرا قد منا علينا القدر وأذن باللقاء من بعد دهرا من الحرمان