عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-08-2020, 03:50 PM
روح .. ❥ غير متواجد حالياً
اوسمتي
الالفيه 3 وسام تاج الإداره شكر وتقدير وسام بداية مشوار 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 1317
 جيت فيذا » Sep 2019
 آخر حضور » 04-03-2020 (05:09 PM)
آبدآعاتي » 3,409
الاعجابات المتلقاة » 366
 حاليآ في » ..........
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »  male
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » روح .. ❥ will become famous soon enoughروح .. ❥ will become famous soon enough
مــزاجي  »
مشروبك   7up
قناتك
اشجع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي محمد بن عبدالله.. المثل الأعلى للكمال البشري




محمد بن عبدالله

المثل الأعلى للكمال البشري

المسلمون بمقتضى دينهم يؤمنون بأن «محمداً» بن عبدالله مثل أعلى للكمال البشري، لا يختلفون في ذلك مهما اختلفت بهم المذاهب، وتفرقت بهم السبل؛ وذلك لأن الكتاب الكريم قد وصف محمداً «بأنه على خلق عظيم» وبأن فيه أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وجعله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فأثبت له بذلك من الكمال ما ليس وراءه غاية، وليس بعده مطمع، ولا مقام أرفع من الاتصال بحضرة القدس الأعلى، وتلقي الوحي عن حظائره برسالة شاملة دائمة، ولا شرف أتم ولا كمال أكمل، وكل شرف إذا قيس بهذا الشرف «المحمدي» فهو ناقص، وكل وصف لا يستمد من هذه المنابع فهو غشاء وباطل، ومن التمس أوجه الكمال النبوي في غير ما وصف القرآن فقد حقر ما عظم الله، وجهل ما أودع في «محمد» وفي دينه من كمال لا يدانيه في الوجود كمال.

لا شك في أن وجوه الكمال النبوي مما يصعب أن يحيط بها البحث، فذلك كمال لا يعرف البشر مداه، وهو متجدد على تتابع الأيام، وقد اعتاد كتّاب السيرة النبوية أن يتحدثوا عن كمال «محمد» ودين محمد بما قد يكون معروفاً عند المسلمين مقبولاً لديهم، ولكنه قد لا يكون عند غير المسلمين موضعاً للتسليم والقبول، والناس يختلفون في معنى «الكمال» وتحديد صورته باختلاف عقولهم وأذواقهم وعصورهم، وقد يكون «المثل الأعلى» عند أمة غيره عند أمة أخرى، وتكون «الفضيلة» في جيل «نقيصة» في جيل آخر، وقد يزعم أناس أن ما يذكر المؤرخون عن نشأة «محمد« وسيرته في الحياة وجهاده، يشبه في جملته وتفصيله نشأة بعض رجال التاريخ وسيرتهم، وأن مبادئ التشريع التي جاء بها محمد تشابه مبادئ التشريع في أمم أخرى، وأن من صفاته وأخلاقه ما تحلى به غيره أيضاً من عباد الله، ولكن هناك غير ما يذكر كتاب السيرة جوانب أخر من الكمال «المحمدي» لا يضاهيه فيها كمال ولا يدانيه مصلح، ولا عظيم ولا نبي ولا رسول، وفي دين محمد جوانب أخرى للكمال لا يباريه فيها دين من الأديان، وهي على ذلك بعيدة عن متناول الشك والإنكار، لا يصيبها اختلاف العقول ولا تباين الأذواق، وكذلك صورة الكمال الأعلى لمحمد ودين محمد يجب أن تكون فوق الاختلاف والشك، وأن تكون علم العقول كلها، ونور القلوب، ويقين المسلمين وغير المسلمين، فما كان محمد ولا دين محمد للمسلمين وحدهم ولا لزمان دون زمان ولكن للعالمين وأبد الآبدين.

قليل من البشر يعنى بهم التاريخ إذا انتهت حياتهم ودخلوا في حظيرة الأمس، وقليل بعد ذلك مما يعنى بهم التاريخ فيتولاهم بالتمحيص ويقيم لهم الموازين القسط ويحاسبهم حساباً عسيراً، ومن ينشر التاريخ أسماءهم لا تخدشها ريبة ولا تحبط بها شبهة؛ وينشر مبادئهم لا يصيبها وهن ولا يتطرق إليها تبديل.

ليس ذلك لأن التاريخ حَكم عادل كما يقولون، بل لأنه مستبد ظالم، ومن طبيعة المستبد الظالم أن يحارب كل اسم شريف، وكل مبدأ صالح، وكل خلق فاضل، وكل كفاءة وظاهرة، وأن يقيم الحكم على أساس الشهوة والهوى؛ وكما أن حكومة الظالم المستبد لا تربي رجلاً سليماً، ولا تؤتي نشأ صالحاً، فكذلك التاريخ قل أن يخلص من خلال ظلمه وظلمته أديم صحيح، أو مبدأ لم يصبه التشويه.

ومن أظلم من التاريخ إذ يلقي «بعيسى ابن مريم» روح الله وكلمته إلى أيدي الباحثين من أهل العلم فلا يزالون يتجادلون فيه إلى اليوم «هل وجد أم لا»؟!! ويتحاورون في نشأته ومولده، ويتساءلون عن وفاته وقبره؟

ومن أظلم من التاريخ إذ يغطي على كثير من أسماء الرسل والمصلحين ويلقي عليها الشك ويغشيها بالظلمة والإبهام.

لم يعان أحد من خصومة التاريخ الجائر وعنته ما عاناه اسم محمد ودين محمد، ولكن اسم محمد كان من تلك الأسماء النادرة التي غالبت التاريخ فغلبته، وخرجت من بين يديه سليمة، لم يستطع أن يخدشها، بل لقد أخذ اسمه يشق التاريخ غمرة بعد غمرة، ويكشفه ظلمة بعد ظلمة، وتتساقط دون مقامه المطاعن، وتتلاشى من طريقه العقبات حتى خلص طاهراً لا تتعلق به شائبة، ولا تلابسه ريبة، فكان لذلك دين محمد أقوى من التاريخ وأغلب، ذلك لأنه دين الحق والحقيقة، وما غالبهما أحد إلا غلب ولو بعد حين.

لم يتغلب على كيد الزمان وغيره دين من الأديان مثل دين محمد، ولم تصهر مثله الأيام بنارها، ولم تفتن الحوادث أمة في دينها مثل ما بلي بالفتنة أتباع محمد، فما قامت على دين غيره حروب صليبية.... ولا تتابعت ما تتابعت عليه.... ولا استحلت الخصومة الدينية بين طوائف البشر من جميع الأديان وفي كل العصور ما يستحل غلاة بعض الأديان من محمد وأتباعه.

ولم يزج التاريخ لمحاربة دين من الأديان مثل ما يزجي لمحاربة (دين الإسلام)، إذ تكاد تتضافر على محاربة هذا الدين جميع أديان العالم حتى «براهمة الهند - وبوزييوا الصين»، بل لقد تعارفت على ذلك اليهودية والمسيحية وما تعارفتا على غير ذلك قط؟!!

لم يجمع التاريخ في ماضيه مثل هذه القوى البشرية لخصومة اسم غير «محمد» ولا دين غير دينه، ولقد كانت المسيحية مطاردة في بعض عصورها ولكنها كانت تطارد من أمة فتحتمي في أمة أخرى، وتفر من دين يضطهدها إلى دين يذود عنها ويحميها، وكذلك اليهودية ما تزال إلى اليوم تجد لها (من الظلم النازل على رأسها من السماء) مهرباً تأوي إليه آمنة في كنف «الإسلام» وقليل من بلاد المسيحية. وكذلك الأديان قديمها وحديثها فأما «الإسلام» فلم يكن له بعد الله ملجأ من كيد التاريخ غير ما في الإسلام من قوة، وما في أتباعه من حياة، وكذلك دعوة محمد كاسمه غالبت التاريخ فغلبته، وخرجت سليمة ظاهرة ظافرة رغم أنف التاريخ ورغم الكارهين من أعداء الإسلام.

وفي هذا الدين المحمدي جانب آخر من الكمال لا يباريه فيه دين من الأديان، ولا دعوة من دعوات الإصلاح، ولا يشبه محمداً فيه «نبي» من الأنبياء، ولا عظيم من المصلحين، جمع محمد هذا الدين كله في كلمة واحدة، عاش لها ومات عليها، وقاتل الناس من أجلها وجعلها غاية ما يريد أن يقدم للبشرية من سعادة وهدى، كلمة واحدة ليس فيها تعقيد ولا في معناها خفاء هي كلمة التوحيد «لا إله إلا الله».

في هذه الكلمة جمع «محمد» داء العالم البشري ودواءه، ورسم السبيل واضحة مستقيمة من غير إبهام ولا عوج إلى تخليص البشرية من شرورها، وتخليتهم من عوائق الكمال إلى تحليتها بما يليق بها من كرامة وما تهيأت له من فضل.

وهل أصيبت البشرية في دنياها إلا من الإشراك بالله تعالى والرضى بالتوجه إلى غيره بمظاهر العبادة وأنواع الذل والخضوع والخنوع وفنون الخوف والرجاء، وإذا ذلت الأمم نفوسها لغير الله وخضعت صاغرة لغير عزته وجلاله، سلط عليها من يسلب «حريتها» ويستذل كرامتها يمتهن عزتها ويسومها الخسف وسوء العذاب؛ وهل أكرم للبشرية وأسعد من أن تسلك إلى الله وحده صراطه المستقيم حرة خالصة لا يصدها خصوم البشرية من الظلمة والمستبدين... ولا تعوقها وساطة الوسطاء، ولا شفاعة الشافعين.

لقد آن للمصلحين من كل أمة وملة الذين يندبون ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، والذين لا يفتأون يثورون في وجه الطغاة المستبدين أن يدركوا أن داء البشرية ودواؤها قد جمعها محمد في كلمة خالدة هي «لا إله إلا الله».

لقد آن لأولئك جميعاً أن يعلموا أن غايتهم في الإصلاح راجعة حتماً إلى تلك الكلمة «المحمدية » وأن سبيلهم وإن طالت لا يمكن أن تكون غير ما هدى إليه «محمد» من سبيل.

علّموا الناس أن لا إله إلا الله، ولقنوهم كلمة محمد «أن إلهكم إله واحد، وأن أباكم واحد» فإذا الناس بعد ذلك أحرار، ويومئذ يصبح البشر في ظل «الحرية» إخواناً متساوين.

أجل، ليس بين هذا النوع الإنساني وبين أن يخلص مما يغمره من شرور ونكبات... ويصل به إلى ما أعد له من سعادة وكمال إلا أن يعبد الله وحده مخلصاً له الدين، إلا أن يتحرر من حكم الطغات المستبدين فلا يذل لغير الله جلت قدرته وتعالت عظمته.

هذه كلمة بريئة مخلصة أزفها لإخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة ذكرى مولد فخر الأنبياء، عملاً بالآية الشريفة ï´؟ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الذاريات: 55] رافعاً أكف الضراعة والابتهال إلى ذي العزة والجلال أن يجعل السنة الهجرية المباركة فاتحة خير لما سيعقبها من الأعوام على الأمة الإسلامية المحمدية، وعلى سائر الأمم التي تمد إليها يد «الإخاء» بقلب ملئوه الإخلاص والوفاء مستحثاً كل أخ مسلم لأن يعمل بهذه الأبيات.

حدث عن المختار ينشر دينه

أرأيت «هجرته» التي لا تجحد


في طاعة الرحمن يمم (يثربا)

فكأنما صبح تنفس أسعد


واستبشر الأنصار لما أن رأوا

نور «البشير» فقيل هذا السيد






 توقيع : روح .. ❥

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس