سأكون كالحجر

قال تعالى:


(( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ...))



تستوقفني هذه الآية العظيمة كلما أقرأ سورة البقرة..فأتأملها وأحدث نفسي ما إذا كانت هناك قلوب كالحجارة ؟ رغم أن الحجارة تتفجر كما ذكر في الآية الكريمة .



وأسأل نفسي ..ِلمَ إذاً تلك النظرة القاسية للحجر ؟



ولماذا يراه الناس دائما من جانبه المظلم ؟



رغم أننا نشيد به حصونا ً..ونعمر به بيوتا ً..ونكون به جسورا ً..







ولذلك قررت في أعماق نفسي أن أكون كالحجر




سأكون كالحجر :



في شدته وثباته على الحق وصلابته في مسك زمام الأمور ووقوفه بشموخ أمام كل معتدي وتحدي المحن والمصائب بصبر ٍ وجلد.






سأكون كالحجر :



حين يقذفني الناس لأميال ٍ بعيدة من سطح البحر..فأغوص بهدوء في أعماقه المظلمة وأكتشف جماله وأبحث في قاعه عن كل ما هو مثير فأظهره للناس ..









سأكون كالحجر :




عندما يحتار طفل ٌ صغير أو إمرأة ٌ مسكينة أو رجل ٌ مسن في كيفية العبور من خلال النهر للوصول لمبتغاهم في الضفة الأخرى


فأرشدهم ليرصفوني قطعة ً قطعة ..فأكون جسرا ًيجتازونه بسلام


وبالتالي أصبح طريقا ً مرشدا ً لكل محتاج





سأكون كالحجر :




حين أغضب أو أنفعل فلا يتفجر مني سوى الأنهار والينابيع بدلا ً من البراكين والنيران..لأنبت جيلا ً واعيا ً متسامحا ً خلوقا ًيحيي سنة نبيه الكريم .







سأكون كالحجر :



رغم تعرضه لعوامل تجعله يتفتت أو يتحلل ولكنه يعود مرة أخرى ليتعلم من تلك العوامل والمؤثرات فيتشكل ..ويواصل دورة حياته من جديد.
/




سأكون كالحجر..وسأعشقه رغم ما يقال عنه


وأتمنى أن تعشقونه مثلي