منتديات حساس

منتديات حساس (http://www.7ssass.com/vb/index.php)
-   مُسآبَقاتْ وَ فعْالِيَـاتْ ▪● (http://www.7ssass.com/vb/forumdisplay.php?f=192)
-   -   السؤال التاسع عشر ( مسابقة رمضان الكبرى ) (http://www.7ssass.com/vb/showthread.php?t=22055)

7ssass 05-12-2020 08:52 PM

السؤال التاسع عشر ( مسابقة رمضان الكبرى )
 
بسم الله الرحمن الرحيم ..
وبه نستعين ,,


السؤال التاسع عشر

من هو الرجل التقي العبد الصالح التي جآءت الروآيات عنه أنه من صلب آدم الذي رحل إليه أحد الأنبيآء بآحثاً عنه وكآنت له قصة معه؟
أذكروآ كنيته فقط .. مع ذكر قصته من النبي الذي رحل إليه ورآفقه
من القرآن الكريم وذكر السورة التي وردت فيه تلك القصه؟


موفقين

نـَغمَـة سَـاهِـيـه 05-12-2020 08:58 PM

النبي الذي رحل موسى عليه السلام لالتقاء خضر عليه السلام
التقى موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام-
منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.

الايات
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏
‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏

حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
1ـ حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن أبي شهاب أن عبيدالله بن عبدالله أخبره ‏(‏عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس‏:‏ هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال‏:‏ إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، هل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر شأنه‏؟‏ قال نعم سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏[‏بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال‏:‏ هل تعلم أحدًا أعلم منك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه‏:‏ أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره‏.‏ فقال موسى‏:‏ ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدًا خضرًا، فكان من شأنهم الذي قص الله في كتابه‏)‏‏.‏

2ـ حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن إسرائيل، إنما هو موسى آخر‏.‏ فقال كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم‏؟‏ فقال أنا‏.‏ فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له‏:‏ بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك‏.‏ قال أي رب ومن لي به‏؟‏ ـ وربما قال سفيان‏؟‏ أي ربّ وكيف لي به‏؟‏ ـ قال تأخذ حوتًا فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال‏:‏ فهو ثمه ـ وأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ـ فقال هكذا مثل الطاق ـ فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا‏.‏ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبًا، فكان للحوت سربًا ولهما عجبًا، قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا ـ رجعا يقصان آثارهما ـ حتى انتهيا إلى الصخر، فإذا رجل مسجّى بثوب، فسلم موسى فرد عليه فقال‏:‏ وأنّى بأرضك السلام، قال أنا موسى، قال‏:‏ موسى بني إسرائيل‏؟‏ قال نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا‏.‏ قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علّمك الله لا أعلمه‏.‏ قال هل أتبعك‏؟‏ قال‏:‏ إنك لن تستطيع معي صبرًا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ـإلى قوله ـ إمرًا‏.‏ فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‏.‏ فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر‏.‏ إذا أخذ الفأس فنزع لوحًا، قال فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحًا بالقدّوم، فقال له موسى‏:‏ ما صنعت‏؟‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إمرًا‏.‏ قال‏:‏ ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا‏.‏ فكانت الأولى من موسى نسيانًا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا ـ وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًاـ فقال له موسى‏:‏ أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا‏.‏ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال‏:‏ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا‏.‏ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض مائلًا ـأومأ بيده هكذا، وأشار سفيان كأنه يمسح شيئًا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر ‏(‏مائلًا‏)‏ إلا مرة ـ قال‏:‏ قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرًا‏.‏ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏‏(‏وددنا لو أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما‏)‏‏.‏ قال سفيان‏:‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما‏)‏‏.‏ وقرأ ابن عباس‏:‏ أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا‏.‏ وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين‏.‏ ثم قال لي سفيان‏:‏ سمعته منه مرتين وحفظته منه‏.‏ قيل لسفيان قبل أن تسمعه عن عمرو أو تحفظه من إنسان‏؟‏ فقال ممن أتحفظه‏؟‏ ورواه أحد عن عمرو غيري‏؟‏ سمعته منه مرتين أو ثلاثًا وحفظته منه‏.‏

ميروَ ، 05-12-2020 09:00 PM

النبي الذي رحل موسى عليه السلام لالتقاء خضر عليه السلام
التقى موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام-
منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.

الايات
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏
‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏

حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
1ـ حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن أبي شهاب أن عبيدالله بن عبدالله أخبره ‏(‏عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس‏:‏ هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال‏:‏ إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، هل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر شأنه‏؟‏ قال نعم سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏[‏بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال‏:‏ هل تعلم أحدًا أعلم منك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه‏:‏ أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره‏.‏ فقال موسى‏:‏ ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدًا خضرًا، فكان من شأنهم الذي قص الله في كتابه‏)‏‏.‏

2ـ حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن إسرائيل، إنما هو موسى آخر‏.‏ فقال كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم‏؟‏ فقال أنا‏.‏ فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له‏:‏ بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك‏.‏ قال أي رب ومن لي به‏؟‏ ـ وربما قال سفيان‏؟‏ أي ربّ وكيف لي به‏؟‏ ـ قال تأخذ حوتًا فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال‏:‏ فهو ثمه ـ وأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ـ فقال هكذا مثل الطاق ـ فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا‏.‏ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبًا، فكان للحوت سربًا ولهما عجبًا، قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا ـ رجعا يقصان آثارهما ـ حتى انتهيا إلى الصخر، فإذا رجل مسجّى بثوب، فسلم موسى فرد عليه فقال‏:‏ وأنّى بأرضك السلام، قال أنا موسى، قال‏:‏ موسى بني إسرائيل‏؟‏ قال نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا‏.‏ قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علّمك الله لا أعلمه‏.‏ قال هل أتبعك‏؟‏ قال‏:‏ إنك لن تستطيع معي صبرًا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ـإلى قوله ـ إمرًا‏.‏ فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‏.‏ فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر‏.‏ إذا أخذ الفأس فنزع لوحًا، قال فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحًا بالقدّوم، فقال له موسى‏:‏ ما صنعت‏؟‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إمرًا‏.‏ قال‏:‏ ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا‏.‏ فكانت الأولى من موسى نسيانًا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا ـ وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًاـ فقال له موسى‏:‏ أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا‏.‏ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال‏:‏ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا‏.‏ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض مائلًا ـأومأ بيده هكذا، وأشار سفيان كأنه يمسح شيئًا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر ‏(‏مائلًا‏)‏ إلا مرة ـ قال‏:‏ قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرًا‏.‏ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏‏(‏وددنا لو أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما‏)‏‏.‏ قال سفيان‏:‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما‏)‏‏.‏ وقرأ ابن عباس‏:‏ أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا‏.‏ وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين‏.‏ ثم قال لي سفيان‏:‏ سمعته منه مرتين وحفظته منه‏.‏ قيل لسفيان قبل أن تسمعه عن عمرو أو تحفظه من إنسان‏؟‏ فقال ممن أتحفظه‏؟‏ ورواه أحد عن عمرو غيري‏؟‏ سمعته منه مرتين أو ثلاثًا وحفظته منه‏.‏

نـَغمَـة سَـاهِـيـه 05-12-2020 09:00 PM

قصة موسى مع الخضر لمّا رجع موسى -عليه السلام-
وجد رجلاً حوله عشب أخضر فسلّم عليه وعرّف عن نفسه، فعرفه الخضر وقال له بأنّه موسى بني إسرائيل، وأنّ الله -تعالى- آتاه علماً لا ينبغي تعليمه وهو التوراة، وأنّ الله آتى الخضر علماً لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثمّ نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلّا كما أخذ هذا الطائر من البحر، فبادره موسى -عليه السلام- بطلب العلم عنده، فقال له الخضر بإنّه لن يستطيع أن يصبر، وقال ذلك لأنّه يعلم أنّ موسى -عليه السلام- لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنّه معصوم، ولكنّ موسى تعهّد له بألّا يعصي له أمراً، وألّا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسّره له، فوافق الخضر على ذلك، وبدأت الرحلة وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة، فجعل الخضر فيها ثُقباً ووضع فيه وتداً، فغضب موسى وقال للخضر بأنّه سيكون أول الهالكين لأنّه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكّره فتاه يوشع بالعهد الذي قطعه فتذكّر ثمّ قال له الخضر ألم أقل لك إنّك لن تصبر على رفقتي، فاعتذر منه وقال لا تلمني بما قلت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى -عليه السلام- وقال له أقتلت نفس بريئةً من دون ذنب، إنّ هذا لأمر فظيع، فذكّره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنّك لن تصبر على ما أفعل، فاعتذر منه موسى -عليه السلام- وطلب منه فرصةً أخيرةً وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني، ثمّ تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية مسّ أهلها الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئاً، ثمّ وجدوا جداراً لأحد البيوت قارب على الانهيار، فأقامه الخضر فتعجّب موسى -عليه السلام- من ذلك وقال له لو أنّك أخذت منهم أجر عملك لكان خيراً لك، فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها.[٤] حيث إنّ السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك مَلك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلمّا رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم، وأمّا قتل الغلام لأنّه كافر وسيُتعب والديه بكفره وعناده وكبره وضرر موته على والديه أقل مفسدةً ممّا سيفعله بهما لو كان حياً وسيبدلهما الله بولد مؤمن يُدخل السرور على قلبيهما، وأمّا الجدار الذي في القرية فتحته كنز لولدين يتيمين كان أبوهما مؤمناً، فأراد الله أن يبقى الكنز تحت الجدار القديم ولا ينهار حتى يبلغا سنّ الرشد.[٤]

بليسيان 05-12-2020 09:01 PM

النبي الذي رحل موسى عليه السلام لالتقاء خضر عليه السلام
التقى موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام-
منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.

الايات
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏
‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏

حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
1ـ حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن أبي شهاب أن عبيدالله بن عبدالله أخبره ‏(‏عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس‏:‏ هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال‏:‏ إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، هل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر شأنه‏؟‏ قال نعم سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏[‏بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال‏:‏ هل تعلم أحدًا أعلم منك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه‏:‏ أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره‏.‏ فقال موسى‏:‏ ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدًا خضرًا، فكان من شأنهم الذي قص الله في كتابه‏)‏‏.‏

2ـ حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن إسرائيل، إنما هو موسى آخر‏.‏ فقال كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم‏؟‏ فقال أنا‏.‏ فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له‏:‏ بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك‏.‏ قال أي رب ومن لي به‏؟‏ ـ وربما قال سفيان‏؟‏ أي ربّ وكيف لي به‏؟‏ ـ قال تأخذ حوتًا فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال‏:‏ فهو ثمه ـ وأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ـ فقال هكذا مثل الطاق ـ فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا‏.‏ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبًا، فكان للحوت سربًا ولهما عجبًا، قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا ـ رجعا يقصان آثارهما ـ حتى انتهيا إلى الصخر، فإذا رجل مسجّى بثوب، فسلم موسى فرد عليه فقال‏:‏ وأنّى بأرضك السلام، قال أنا موسى، قال‏:‏ موسى بني إسرائيل‏؟‏ قال نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا‏.‏ قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علّمك الله لا أعلمه‏.‏ قال هل أتبعك‏؟‏ قال‏:‏ إنك لن تستطيع معي صبرًا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ـإلى قوله ـ إمرًا‏.‏ فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‏.‏ فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر‏.‏ إذا أخذ الفأس فنزع لوحًا، قال فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحًا بالقدّوم، فقال له موسى‏:‏ ما صنعت‏؟‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إمرًا‏.‏ قال‏:‏ ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا‏.‏ فكانت الأولى من موسى نسيانًا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا ـ وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًاـ فقال له موسى‏:‏ أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا‏.‏ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال‏:‏ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا‏.‏ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض مائلًا ـأومأ بيده هكذا، وأشار سفيان كأنه يمسح شيئًا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر ‏(‏مائلًا‏)‏ إلا مرة ـ قال‏:‏ قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرًا‏.‏ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏‏(‏وددنا لو أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما‏)‏‏.‏ قال سفيان‏:‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما‏)‏‏.‏ وقرأ ابن عباس‏:‏ أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا‏.‏ وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين‏.‏ ثم قال لي سفيان‏:‏ سمعته منه مرتين وحفظته منه‏.‏ قيل لسفيان قبل أن تسمعه عن عمرو أو تحفظه من إنسان‏؟‏ فقال ممن أتحفظه‏؟‏ ورواه أحد عن عمرو غيري‏؟‏ سمعته منه مرتين أو ثلاثًا وحفظته منه‏.‏

Nona 05-12-2020 09:02 PM

النبي الذي رحل موسى عليه السلام لالتقاء خضر عليه السلام
التقى موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام-
منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.

الايات
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏
‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏

حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
1ـ حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن أبي شهاب أن عبيدالله بن عبدالله أخبره ‏(‏عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس‏:‏ هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال‏:‏ إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، هل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر شأنه‏؟‏ قال نعم سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏[‏بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال‏:‏ هل تعلم أحدًا أعلم منك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه‏:‏ أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره‏.‏ فقال موسى‏:‏ ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدًا خضرًا، فكان من شأنهم الذي قص الله في كتابه‏)‏‏.‏

2ـ حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن إسرائيل، إنما هو موسى آخر‏.‏ فقال كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم‏؟‏ فقال أنا‏.‏ فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له‏:‏ بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك‏.‏ قال أي رب ومن لي به‏؟‏ ـ وربما قال سفيان‏؟‏ أي ربّ وكيف لي به‏؟‏ ـ قال تأخذ حوتًا فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال‏:‏ فهو ثمه ـ وأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ـ فقال هكذا مثل الطاق ـ فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا‏.‏ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبًا، فكان للحوت سربًا ولهما عجبًا، قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا ـ رجعا يقصان آثارهما ـ حتى انتهيا إلى الصخر، فإذا رجل مسجّى بثوب، فسلم موسى فرد عليه فقال‏:‏ وأنّى بأرضك السلام، قال أنا موسى، قال‏:‏ موسى بني إسرائيل‏؟‏ قال نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا‏.‏ قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علّمك الله لا أعلمه‏.‏ قال هل أتبعك‏؟‏ قال‏:‏ إنك لن تستطيع معي صبرًا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ـإلى قوله ـ إمرًا‏.‏ فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‏.‏ فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر‏.‏ إذا أخذ الفأس فنزع لوحًا، قال فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحًا بالقدّوم، فقال له موسى‏:‏ ما صنعت‏؟‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إمرًا‏.‏ قال‏:‏ ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا‏.‏ فكانت الأولى من موسى نسيانًا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا ـ وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًاـ فقال له موسى‏:‏ أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا‏.‏ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال‏:‏ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا‏.‏ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض مائلًا ـأومأ بيده هكذا، وأشار سفيان كأنه يمسح شيئًا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر ‏(‏مائلًا‏)‏ إلا مرة ـ قال‏:‏ قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرًا‏.‏ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏‏(‏وددنا لو أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما‏)‏‏.‏ قال سفيان‏:‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما‏)‏‏.‏ وقرأ ابن عباس‏:‏ أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا‏.‏ وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين‏.‏ ثم قال لي سفيان‏:‏ سمعته منه مرتين وحفظته منه‏.‏ قيل لسفيان قبل أن تسمعه عن عمرو أو تحفظه من إنسان‏؟‏ فقال ممن أتحفظه‏؟‏ ورواه أحد عن عمرو غيري‏؟‏ سمعته منه مرتين أو ثلاثًا وحفظته منه‏.‏

الغارس 05-12-2020 09:04 PM

النبي الذي رحل موسى عليه السلام لالتقاء خضر عليه السلام
التقى موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام-
منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.

الايات
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏
‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏

حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
1ـ حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن أبي شهاب أن عبيدالله بن عبدالله أخبره ‏(‏عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس‏:‏ هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال‏:‏ إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، هل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر شأنه‏؟‏ قال نعم سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏[‏بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال‏:‏ هل تعلم أحدًا أعلم منك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه‏:‏ أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره‏.‏ فقال موسى‏:‏ ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدًا خضرًا، فكان من شأنهم الذي قص الله في كتابه‏)‏‏.‏

2ـ حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن إسرائيل، إنما هو موسى آخر‏.‏ فقال كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم‏؟‏ فقال أنا‏.‏ فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له‏:‏ بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك‏.‏ قال أي رب ومن لي به‏؟‏ ـ وربما قال سفيان‏؟‏ أي ربّ وكيف لي به‏؟‏ ـ قال تأخذ حوتًا فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال‏:‏ فهو ثمه ـ وأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ـ فقال هكذا مثل الطاق ـ فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا‏.‏ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبًا، فكان للحوت سربًا ولهما عجبًا، قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا ـ رجعا يقصان آثارهما ـ حتى انتهيا إلى الصخر، فإذا رجل مسجّى بثوب، فسلم موسى فرد عليه فقال‏:‏ وأنّى بأرضك السلام، قال أنا موسى، قال‏:‏ موسى بني إسرائيل‏؟‏ قال نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا‏.‏ قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علّمك الله لا أعلمه‏.‏ قال هل أتبعك‏؟‏ قال‏:‏ إنك لن تستطيع معي صبرًا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ـإلى قوله ـ إمرًا‏.‏ فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‏.‏ فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر‏.‏ إذا أخذ الفأس فنزع لوحًا، قال فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحًا بالقدّوم، فقال له موسى‏:‏ ما صنعت‏؟‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إمرًا‏.‏ قال‏:‏ ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا‏.‏ فكانت الأولى من موسى نسيانًا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا ـ وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًاـ فقال له موسى‏:‏ أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا‏.‏ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال‏:‏ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا‏.‏ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض مائلًا ـأومأ بيده هكذا، وأشار سفيان كأنه يمسح شيئًا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر ‏(‏مائلًا‏)‏ إلا مرة ـ قال‏:‏ قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرًا‏.‏ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏‏(‏وددنا لو أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما‏)‏‏.‏ قال سفيان‏:‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما‏)‏‏.‏ وقرأ ابن عباس‏:‏ أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا‏.‏ وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين‏.‏ ثم قال لي سفيان‏:‏ سمعته منه مرتين وحفظته منه‏.‏ قيل لسفيان قبل أن تسمعه عن عمرو أو تحفظه من إنسان‏؟‏ فقال ممن أتحفظه‏؟‏ ورواه أحد عن عمرو غيري‏؟‏ سمعته منه مرتين أو ثلاثًا وحفظته منه‏.‏

أريسا 05-12-2020 09:10 PM

النبي الذي رحل موسى عليه السلام لالتقاء خضر عليه السلام
التقى موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام-
منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.

الايات
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏
‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏

حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
1ـ حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن أبي شهاب أن عبيدالله بن عبدالله أخبره ‏(‏عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس‏:‏ هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال‏:‏ إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيّه، هل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر شأنه‏؟‏ قال نعم سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏[‏بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال‏:‏ هل تعلم أحدًا أعلم منك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه‏:‏ أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره‏.‏ فقال موسى‏:‏ ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدًا خضرًا، فكان من شأنهم الذي قص الله في كتابه‏)‏‏.‏

2ـ حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن إسرائيل، إنما هو موسى آخر‏.‏ فقال كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم‏؟‏ فقال أنا‏.‏ فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له‏:‏ بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك‏.‏ قال أي رب ومن لي به‏؟‏ ـ وربما قال سفيان‏؟‏ أي ربّ وكيف لي به‏؟‏ ـ قال تأخذ حوتًا فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال‏:‏ فهو ثمه ـ وأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ـ فقال هكذا مثل الطاق ـ فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا‏.‏ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبًا، فكان للحوت سربًا ولهما عجبًا، قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصًا ـ رجعا يقصان آثارهما ـ حتى انتهيا إلى الصخر، فإذا رجل مسجّى بثوب، فسلم موسى فرد عليه فقال‏:‏ وأنّى بأرضك السلام، قال أنا موسى، قال‏:‏ موسى بني إسرائيل‏؟‏ قال نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدًا‏.‏ قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علّمك الله لا أعلمه‏.‏ قال هل أتبعك‏؟‏ قال‏:‏ إنك لن تستطيع معي صبرًا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ـإلى قوله ـ إمرًا‏.‏ فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول‏.‏ فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر‏.‏ إذا أخذ الفأس فنزع لوحًا، قال فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحًا بالقدّوم، فقال له موسى‏:‏ ما صنعت‏؟‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئًا إمرًا‏.‏ قال‏:‏ ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا‏.‏ فكانت الأولى من موسى نسيانًا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا ـ وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًاـ فقال له موسى‏:‏ أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا‏.‏ قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا‏؟‏ قال‏:‏ إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا‏.‏ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض مائلًا ـأومأ بيده هكذا، وأشار سفيان كأنه يمسح شيئًا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر ‏(‏مائلًا‏)‏ إلا مرة ـ قال‏:‏ قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرًا‏.‏ قال هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرًا، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏‏(‏وددنا لو أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما‏)‏‏.‏ قال سفيان‏:‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما‏)‏‏.‏ وقرأ ابن عباس‏:‏ أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا‏.‏ وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين‏.‏ ثم قال لي سفيان‏:‏ سمعته منه مرتين وحفظته منه‏.‏ قيل لسفيان قبل أن تسمعه عن عمرو أو تحفظه من إنسان‏؟‏ فقال ممن أتحفظه‏؟‏ ورواه أحد عن عمرو غيري‏؟‏ سمعته منه مرتين أو ثلاثًا وحفظته منه

نـَغمَـة سَـاهِـيـه 05-12-2020 09:13 PM

الرجل العالم الصالح هو خضر عليه السلام
النبي الذي التقي به موسى علية السلام


الايات
قال تعالى‏:‏
{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏

‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏


قصة موسى مع الخضر لمّا رجع موسى -عليه السلام-


وجد رجلاً حوله عشب أخضر فسلّم عليه وعرّف عن نفسه،
فعرفه الخضر وقال له بأنّه موسى بني إسرائيل، وأنّ الله -تعالى- آتاه علماً لا ينبغي تعليمه وهو التوراة،
وأنّ الله آتى الخضر علماً لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثمّ نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلّا كما أخذ هذا الطائر من البحر،
فبادره موسى -عليه السلام- بطلب العلم عنده، فقال له الخضر بإنّه لن يستطيع أن يصبر، وقال ذلك لأنّه يعلم أنّ موسى -عليه السلام- لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنّه معصوم، ولكنّ موسى تعهّد له بألّا يعصي له أمراً، وألّا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسّره له، فوافق الخضر على ذلك،
وبدأت الرحلة وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة، فجعل الخضر فيها ثُقباً ووضع فيه وتداً، فغضب موسى وقال للخضر بأنّه سيكون أول الهالكين لأنّه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكّره فتاه يوشع بالعهد الذي قطعه فتذكّر
ثمّ قال له الخضر ألم أقل لك إنّك لن تصبر على رفقتي، فاعتذر منه وقال لا تلمني بما قلت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى -عليه السلام- وقال له أقتلت نفس بريئةً من دون ذنب، إنّ هذا لأمر فظيع، فذكّره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنّك لن تصبر على ما أفعل،
فاعتذر منه موسى -عليه السلام- وطلب منه فرصةً أخيرةً وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني، ثمّ تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية مسّ أهلها الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئاً، ثمّ وجدوا جداراً لأحد البيوت قارب على الانهيار، فأقامه الخضر فتعجّب موسى -عليه السلام- من ذلك وقال له لو أنّك أخذت منهم أجر عملك لكان خيراً لك، فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها.
[٤] حيث إنّ السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك مَلك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلمّا رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم،
وأمّا قتل الغلام لأنّه كافر وسيُتعب والديه بكفره وعناده وكبره وضرر موته على والديه أقل مفسدةً ممّا سيفعله بهما لو كان حياً وسيبدلهما الله بولد مؤمن يُدخل السرور على قلبيهما، وأمّا الجدار الذي في القرية فتحته كنز لولدين يتيمين كان أبوهما مؤمناً، فأراد الله أن يبقى الكنز تحت الجدار القديم ولا ينهار حتى يبلغا سنّ الرشد.[٤]



نـَغمَـة سَـاهِـيـه 05-12-2020 09:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الشرقية (المشاركة 193199)
الرجل العالم الصالح هو خضر عليه السلام
النبي الذي التقي به موسى علية السلام


الايات
قال تعالى‏:‏
{‏وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا فلما جاوزا قال لفتاه ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني ذكرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرًا‏}‏

‏[‏الكهف‏:‏ 60‏:‏ 82‏]‏‏


قصة موسى مع الخضر لمّا رجع موسى -عليه السلام-


وجد رجلاً حوله عشب أخضر فسلّم عليه وعرّف عن نفسه،
فعرفه الخضر وقال له بأنّه موسى بني إسرائيل، وأنّ الله -تعالى- آتاه علماً لا ينبغي تعليمه وهو التوراة،
وأنّ الله آتى الخضر علماً لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثمّ نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلّا كما أخذ هذا الطائر من البحر،
فبادره موسى -عليه السلام- بطلب العلم عنده، فقال له الخضر بإنّه لن يستطيع أن يصبر، وقال ذلك لأنّه يعلم أنّ موسى -عليه السلام- لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنّه معصوم، ولكنّ موسى تعهّد له بألّا يعصي له أمراً، وألّا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسّره له، فوافق الخضر على ذلك،
وبدأت الرحلة وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة، فجعل الخضر فيها ثُقباً ووضع فيه وتداً، فغضب موسى وقال للخضر بأنّه سيكون أول الهالكين لأنّه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكّره فتاه يوشع بالعهد الذي قطعه فتذكّر
ثمّ قال له الخضر ألم أقل لك إنّك لن تصبر على رفقتي، فاعتذر منه وقال لا تلمني بما قلت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى -عليه السلام- وقال له أقتلت نفس بريئةً من دون ذنب، إنّ هذا لأمر فظيع، فذكّره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنّك لن تصبر على ما أفعل،
فاعتذر منه موسى -عليه السلام- وطلب منه فرصةً أخيرةً وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني، ثمّ تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية مسّ أهلها الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئاً، ثمّ وجدوا جداراً لأحد البيوت قارب على الانهيار، فأقامه الخضر فتعجّب موسى -عليه السلام- من ذلك وقال له لو أنّك أخذت منهم أجر عملك لكان خيراً لك، فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها.
[٤] حيث إنّ السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك مَلك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلمّا رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم،
وأمّا قتل الغلام لأنّه كافر وسيُتعب والديه بكفره وعناده وكبره وضرر موته على والديه أقل مفسدةً ممّا سيفعله بهما لو كان حياً وسيبدلهما الله بولد مؤمن يُدخل السرور على قلبيهما، وأمّا الجدار الذي في القرية فتحته كنز لولدين يتيمين كان أبوهما مؤمناً، فأراد الله أن يبقى الكنز تحت الجدار القديم ولا ينهار حتى يبلغا سنّ الرشد.[٤]



كنيته :
هي أبو العباس. :405:


الساعة الآن 09:46 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009